أخبارمنبر حر

كل عام و الإنسانية إلى الرشد و السلام أقرب

كتب ذ. عبد اللـه عزوزي

طبعاً، لن يكون هناك رشد و لا سلام والناس عن ربهم معرضون .. فأولى درجات الأمن و المساواة و العدالة الاجتماعية تبدأ من مواطنين  يعرفون اللـه درجة معرفتهم بأطرافهم وأبنائهم، وأقنان حساباتهم و أرقام هواتفهم

كفى، لقد اجتهد الإنسان في إخراج أخيه الإنسان عن جادة الرضا و الطمأنينة؛ لقد  شيَّأه و شيطنه و حوّٓل حياته إلى تفاهة و سخافة حتى اقترب هذا المخلوق من خلق مملكة، خاصةٍ به، في فضاءٍ ما، بين المملكتين: مملكة الإنسان و مملكة الحيوان

بين الفينة و الأخرى، تتبدل الأرقام على جدار الساعة الكونية لتنبهنا على أنها تنمو و تتحرك و تتقدم و تتغير، في الوقت الذي يتثاقل الناس فيه إلى الأرض و إلى المناصب و الدعة .. هي ساعة شبه أبدية، نظر غيرنا لأرقامها و مضوا، و ها نحن ننظر لأعدادها و سنمضي .. كلُّ ما علينا هو أن نقول كلمة طيبة، و نعتذر عن كل كلمة أو مبادرة سيئة، و نمضي

 كلنا مسؤولون و اليوم نجني ما زرعناه بالأمس، كل من موقعه و فكره و ضميره .. “أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شيءۢ قَدِيرٌ

على المستوى الشخصي، ليس هناك ما يزلزل كياني أكثر من هذه المحطات التاريخية و الحضارية و “الهوياتية” لتاريخنا الإسلامي، الذي تراهم يحاولون أن يذيبوا عراه واحدة تلو الأخرى، إما تفريطا من أهل الدار أو هجوما من طارقي الباب ..!

  ها نهن اليوم نبدأ السنة الرابعة و الأربعين بعد القرن الرابع عشر من هجرة الرسول الذي غير وجه الكرة الأرضية و البشرية .. و ها هي تعاليمه و توصياته و تنبؤاته تمشي بيننا حية ناطقة، بعدما فضل عليه السلام أن يعيش من أجل تابعيه، و قَبْلَهُم الذين آمنوا به، بدل أن يعيش لنفسه أو منصبه أو قبيلته، أو  يقايض الحياة الأبدية بتلك الفانية

ما أحوجنا اليوم و نحن وسط حرائق من كل الأصناف، حرائق الغلو و التطرف، و سوء القلوب، وخبث الضمائر، و بشاعة الأخلاق، و جشع النفس، فضلا عن شح المياه، و سخونة الأرض، بأن نطلب الخلاص في تعاليم الدين السمح، و التصالح من اللـه الغني عنا و عن دوافعنا .. و إلى إطلالة أخرى قادمة بحول اللـهأسأل اللـه العظيم أن يجعل هذه السنة سنة هجرة إليه عز و جل، و أن يجعلها سنة ألطاف و بركات و هدى، و خلود في الجنات العلى لآبائنا و أجدادنا، و لكل السائرين على سبيل الهدى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق