أخبارالبيانات

من يتحمل مسؤولية استخفاف “الرابور طوطو” بمشاعر المغاربة في الرباط والبيضاء ..؟

لسنا ضد الإبداع والشجاعة في التعبير عن الرأي الآخر .. لكننا، بصفة مطلقة، ضد الإبداع الفني الذي يتجه إلى إهانة القيم المجتمعية والوقار الأخلاقي السائد

فما عبر عنه “الرابور طوطو” في الرباط والبيضاء يستحق عليه الإدانة و النقد، لأنه خارج عن المتناول في الإبداع الفني نصا وأداء، ويعبر عن انعدام الشعور بالمسؤولية اتجاه المتلقي والمشاهد، الذي يترجم كل أنواع الانحطاط في السلوك الاجتماعي الشاذ، ولا يحسب على الإبداع المعارض والمتمرد أو الثوري

إن “الرابور” الذي يمثل الفن المغرق في المعارضة الإباحية التي لا توجهه رؤيا مجتمعية معارضة وتستحق المتابعة، يبين بالملموس مدى الاستخفاف بقيم المجتمع، التي لا مسؤولية لها على الجوانب التي استهدفها “الرابور طوطو” في العقل الجمعي الوطني السائد، وتكشف دعارة هذا الجانب من الغناء، الذي لا يزال يثير وجوده في الدول الغربية، التي وصلت درجة الإباحية الاستهلاكية الغربية، والتي لا يمكن القبول بها في مجتمعنا العالمي ثالثي، الذي يشق طريقه إلى إثبات وجوده في العالم اليوم، والذي تتقاذفه موجات العربدة والطبقية المتوحشة والاستهلاك لسلوك المرضى، الذين تعمل الدول الغربية الرأسمالية على إشاعته في مستعمراتها الاقتصادية والسياسية، من أجل استمرار هيمنتها على هذه الدول الحديثة الاستقلال

لن نقول في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن “الرابور طوطو” الذي وجد الدعم والمساندة من الجهة الوصية على الثقافة والشباب والتواصل، التي تتحمل مسؤولية عربدته النتنة والمتعفنة في المنصات التي خصصت له في مدينتي الرباط والدارالبيضاء، والتي يجب أن تصارح الرأي العام الوطني (الجهة الوصية) بما حدث وكيف لم تكن هناك حدودا لهذا “الرابور” الذي استخف بمشاعر المغاربة و وعيهم الحضاري والثقافي والأخلاقي

 ولأجل الوضوح، نقول مرة أخرى، من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الخطأ تتحمله الجهة الرسمية الوصية على الثقافة والشباب والتواصل، وأنه لا يكف اعتذار الحكومة عبر ناطقها الرسمي، لأن هذا الخطأ يعد جريمة نكراء تستحق الاستنكار من كل الجهات الوطنية المعنية بحماية استقلال وأمن الوطن

من الطبيعي، أن يكون عنوان بياننا واضحا في ضرورة تحديد المسؤولية عن ما وقع بمناسبة الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة والأنوار في عالمنا العربي وبإفريقيا، وأن يكون حريصا على استفسار الجهة الوصية على ما حدث من قبل هذا “الرابور” عبر إبداعه المتعفن، الذي لا يناسب وعي المغاربة، والذي لا مكان له في المشهد الثقافي والفني المغربي حتى وإن كان الفن المغربي مدعوا اليوم إلى الخروج عن هيمنته اتجاه القضايا الوطنية الشائكة، التي تحتاج إلى الردود عليها بعد فشل الحكومة في تدبير الشأن العام في سنتها الأولى، والتي لم تتمكن من تجاوز المأزق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الذي يوجد عليه الوطن اليوم

إذن، خروج الجهة الوصية على الثقافة للتوضيح وتبرئة الذمة ضروري، حتى لا تتكرر هذه الأخطاء القاتلة التي توضح بالملموس غياب الوعي بالمسؤولية وخطورتها، اتجاه الفعل الفني الإجرامي الذي مارسه “الرابور طوطو” في حق المغاربة، والذي يضاف إلى غيره من الأخطاء التي أصبحت الوزارة عاجزة على تجنب الوقوع فيها .. مثلا، كتقديم اقتراح التجديد للمجلس الوطني للصحافة سنة أخرى من ممارسة وظيفته قبل التجديد الانتخابي له، الذي يقتضي فتح الحوار حوله لمعرفة قناعة الفاعلين من عملية انتخاب هذه المؤسسة المعنية بتمثيل المهنيين، والنظر في قضاياهم والفصل في مشاكلهم المتفاقمة والموقف من النظام الجزائري، الذي لا يزال في اعتداءاته على الوطن ومقدساته

لسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ضد الوزير، وما نرغب فيه هو شعوره بالتعددية النقابية في مشهدنا الصحفي والإعلامي، الذي نطالبه بالعدالة والإنصاف في التفاعل معه، حتى يكون موقف هذا الإعلام الوطني حاسما في مواجهة أعداء الوطن والخونة، الذين يتربصون به في الداخل والخارج .. وهذا في استطاعة الوزارة، إن كانت مؤمنة بروح المواطنة والتعبئة التي تتطلبها هذه القضايا المثارة اليوم، والتي تستلزم مشاركة الجميع والوعي الوطني في عدم الوقوع في مثل هذه الأفعال المرتكبة من لدن “الرابور طوطو” وأمام الجميع، ودون استحضار لما يمكن أن يحدث، كما وضح في سهراته

 وإلى حين صدور الموقف الرسمي من الجهة الوصية، يمكن أن نقول وبصريح الموقف الوطني المسؤول، أن السماح بمثل هذه السلوكات المنافية لأبسط قوانين الوطن، يمكن أن تمنح الشرعية لمن يبحث عنها مستقبلا .. ونظن في النقابة، أن التزام الوزير الحزبي لا يعفيه من المسؤولية في المحافظة على الأصالة والمعاصرة، التي لا وجود للتناقض بينها في الاختيار الإيديولوجي، الذي ينتمي إليه ضمن جميع الأحزاب المغربية، التي لا تتناقض برامجها الحزبية مع الثوابت التي توجه عقيدة المغاربة في جميع المجالات، حتى ولو كانت مثل هذه الخرجات محمودة في بعض الأحيان للتأكيد على حركة المجتمع ضد الفساد والاستغلال، أو القهر، فإنها لا تخرج على الإطلاق عن وحدة المشاعر الوطنية التي توجه روح الثقافة المغربية      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق