أخبارمجتمع

حين يموت شهداء لقمة العيش مرتين

ذ. يوسف الإدريسي

ليست المرة الأولى التي يبتلع فيها البحر شبابا من مدينة اليوسفية والنواحي، وإن كان الخبر المتداول صباح اليوم بشأن وفاة سبعة شبان غرقا على مقربة من السواحل الإسبانية، ليس بالخبر الرسمي وإنما مجرد إفادات من أشخاص ناجين، بحسب بعض أقرباء الغرقى المفترضين

لا شك أنه حزن ما بعده حزن، حين يموت شباب في مقتبل العمر مرتين؛ المرة الأولى في مدينتهم وفي وطنهم، حيث يجب توفير شروط العيش الكريم، وحيث يجب حسن تدبير مقدرات الوطن لصالح المواطن، وليس لمصالح أخرى

 والمرة الثانية حين رفضت أمواج البحر جواز المرور، نكاية في مسؤولين فرّطوا في شبابٍ، هم في عمر الزهور وقمة العطاء

في غمرة هذا الحزن العارم، طالب عدد من أصدقاء الغرقى بضرورة استقالة جميع المسؤولين المحليين، وإن كان من الضروري تفهم الحالة النفسية حين يفقد المرء أصدقاءه .. غير أن الذين يطالبون الآن باستقالة المسؤولين بسبب هذه الفاجعة المتكررة، فسأقول لهم معتذرا؛ أنتم لستم واقعيين، لأن إقليم اليوسفية لا يستقيل فيه أحد، بل لا يترك أحد منصبه وكرسيه مع تعاقب الولايات والانتخابات، سواء في البرلمان أو في المجالس الحضرية أو القروية، وأيضا في مختلف مناصب التعيين .. وحده ملك الموت من يفرض قسرا التنحي عن الكرسي والتخلص من جاذبيته .. لكن، كل ما أخشاه هو أن يصير المواطن اليوسفي مستأنسا ومتعايشا مع الفواجع والأحزان وكأنها الأصل في مدينة غاب عنها الأصل

.

رحم اللـه شهداء لقمة العيش وعوّضهم في الآخرة ما افتقدوه في دنيا الفواجع والأحزان، وإنا للـه وإنا إليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق