أخبارملفات و قضايا

حتى يكون زلزال الحوز حافزا لرفع الأداء الحكومي

بات واضحا أن حضور الحكومة في مواجهة زلزال الحوز وتداعياته بدأ يكشف بالملموس حجم الغياب وضعف ما تقوم به الحكومة في العالم القروي، وأن حجم الكارثة الزلزالية كان سيكون ضعيفا لو كانت بنية وتجهيزات العالم القروي موجودة بالفعل .. ويكفي أن أغلبية الوزراء خاصة الأكثر ارتباطا بما وقع في زلزال الحوز لا أثر لهم حتى في وسائل الإعلام من أجل طمأنة المجتمع، والتخفيف من مساحة البلبلة والإشاعات التي أثرت على أكثر من 30 ألف نسمة حتى الآن

بالفعل، الزلزال كارثة طبيعية لا يتحكم أحد في وقوعها، سواء في المكان والزمان .. ناهيك، عن أن البنية الطبيعية لتضاريس ومناخ وموقع جغرافي لا يمكن تجاهلها في قوة الزلزال وتداعياته، وبالرغم من أن الزلزال الأخير وقع في منطقة جبلية لم ترتق بيئتها ولا معيشة سكانها إلى ما لا يسمح بحجم الخسائر التي نتجت عن الهزة في منطقة محرومة من برامج التنمية، التي تساعد على توفير برامج التطور الاقتصادي والاجتماعي، نظرا لوقوعها في المغرب القروي، الذي لم يوضع على أولويات الحكومات المتعاقبة حتى الآن، والتي يوجد فيها من ينتمي إلى هذه المنطقة الجبلية الأطلسية التي تفرض عليه إدماجها ضمن محطات حكومية، ولولا دعم المغاربة وسرعة تدخل جلالة الملك لكانت نتائج الزلزال ثقيلة وكبيرة، بما في ذلك حجم نتائجها المرتبطة بعوامل خارجة عن السيطرة والمواجهة دائما، ما يؤكد صحة الملاحظات النقدية التي توجه للأداء الحكومي، الذي لم يعرف الارتقاء المطلوب كما يبدو في جميع القطاعات المتضررة من فراغ سياساتها وتدخلاتها التي لم تعرف التطور الذي يطالب به المنتقدون لبرنامج عملها منذ تعيينها، وبالرغم من امتلاكها للأغلبية البرلمانية التي تساعدها في تمرير قوانينها وبرامجها بارتياح، و وفق ما يعبر عنه وزراؤها اليوم، الذين يشعرون بالدفء اتجاه المعارضة التي فشلت في إرغامها على تغيير سياستها التي أعلنت عنها منذ انتخابها بالأغلبية المريحة، وحماسها للانتصار لتوجهها الليبرالي اليميني الذي لم تتمكن من الالتزام به، نتيجة الإكراهات التي تواجهها وتفاقم حجم المشاكل القائمة في الوطن

إن المغزى والهدف من ربط حدث الزلزال الذي مر منه الوطن مؤخرا بالأداء الحكومي هو أن يكون حافزا للحكومة من أجل رفع أدائها وتخليق تدخلها القطاعي والشمولي، وتمكينها من التعبئة النفسية والاجتماعية في إنجازها للمهام المرتبطة بعملها على المستوى الفردي والجماعي، وكافة مظاهر تدخلها الإداري والقانوني والإنتاجي والخدماتي على المستوى الفردي والجماعي أيضا، وقطع التواصل مع العمل البيروقراطي والتكنوقراطي الغير منتج، الذي اعتاد عليه المسؤولون الحكوميون .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الوطن يتوفر على الخبرة في هذا المجال على ضوء كل الأحداث التي عاشها المغاربة حتى الآن .. وهذا، ما يجعلنا نطمئن لوجود الإرادات الخيرة والكفاءات المواطنة القادرة على البدل والعطاء التلقائي، وتسخير كل الطاقات المطلوبة، سواء اتجاه الكوارث أو بدونها

نتمنى أن لا يكون حديثنا عن الحافز للحكومة في حدث زلزال الحوز مثيرا للنرفزة والرفض، فقد اعتدنا في نقدنا للحكومة على طرح الأسئلة وتوجيه الانتقاد البناء للعمل الحكومي في كل الأزمات والأحداث، لأن عمل حكومتنا نحن المعنيون به كمواطنين قبل غيرنا، ويؤسفنا أن يأتيها النقد من خارج الوطن .. لذلك، كانت ولا تزال مقالاتنا في اتجاه النقد المواطن والمسؤول المحرض على رفع التحدي في العمل الحكومي مهما كان حجمه وطبيعته وتأثيره 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق