أحداث دوليةأخبار

بين الإجماع العالمي على إدانة العربدة والإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني وتواضع الرد العربي والإسلامي ..!

ليس هناك خلاف بين المتابعين للصراع العربي الإسرائيلي بأن عملية الطوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس والجهاد الإسلامي في إيلاف غزة قد أسقطت أسطورة التفوق الإسرائيلي وقوته العسكرية الضاربة في الشرق الأوسط، نظرا لصدمة العملية على معنويات إسرائيل و استعداداتها واستخفافها بقوة العملية الفلسطينية، التي بخرت قوة الدعم الغربي والأمريكي لإسرائيل، وأكدت على قوة المقاومة التي لا تملك الأسلحة وقوة الاستخبارات التي تحارب بها إسرائيل أعداءها

إن حركة حماس التي فاجأت إسرائيل بهذه العملية الجديدة، لم تكن موضع توافق بين حركات المقاومة الفلسطينية، ولا موضوع استعدادات فلسطينية لهذه الحرب الطارئة على قطاع غزة والضفة الغربية، والتي كشفت عن عمق الانقسام الفلسطيني اتجاه إسرائيل وحلفائها، والتي أكدت بالملموس عن الموقف الحمساوي الرافض للعزلة التي فرضتها الدول التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، والتي جعلت حركة حماس تقوم بهذه العملية لحماية هيمنتها على قطاع غزة، الذي سيطرت عليه منذ 2006 عقب انقلابها على السلطة الفلسطينية

إن مسار عملية طوفان الأقصى قد أوضح تهافت حركة حماس ومحاولتها اليائسة لفرض توجهها ضد منظمة التحرير الفلسطينية والمعتدلين من العرب اتجاه استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، وعدم وعيها بضرورة وحدة الصف والموقف والقيادة وسط حركات المقاومة الفلسطينية، التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح، التي تدير شؤون الفلسطينيين بواسطة السلطة الفلسطينية، التي ترأسها حركة فتح بقيادة محمود عباس منذ وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات  

إننا نعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الشعب الفلسطيني في حاجة إلى نقد الذات عبر اعتراف حركة حماس بالأخطاء التي يدفع الفلسطنيون اليوم ثمنها غاليا بواسطة هذه العملية البربرية المتوحشة لقطعان الإسرائليين التي بلغت 31550 شهيدا وأكثر من 100 ألف مصاب .. ناهيك، عن هدم وتدمير كل مقومات الحياة والبنية التحية في الأراضي الفلسطينية، التي حولتها إسرائيل إلى أطلال ومدن وقرى مهجورة

إن الظرف الراهن، يفرض أولا على حركة حماس الاعتذار للشعب الفلسطيني، و وضع قوتها تحت سلطة منظمة التحرير، والتنسيق القبلي لعمليات المقاومة حتى لا تتكرر هذه الضربات الإسرائيلية الموجعة، كما أن هذا الظرف يفرض من جهة أخرى عودة العرب وما تبقى منهم إلى التنسيق لمواجهة المستجدات في المخططات الإسرائيلية، التي تستهدف الشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته، كما أن على العرب والمسلمين أيضا تقوية الوحدة في الموقف والمواجهة لإسرائيل وحلفائها، واستثمار المنظمات الدولية لدعم الفلسطينيين والاستجابة لمطالبهم العادلة في الاستقلال وإقامة الدولة في المنطقة وإعادة إعمارها    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق