أخباركلمة النقابةمتفرقات

المسيرة الخضراء .. خمسون عاما من الوحدة والتنمية في الصحراء المغربية

من أقوال الراحل الحسن الثاني قدس اللـه روحه في المسيرة:"علينا شعبي العزيز أن نقوم كرجل واحد، بنظام وانتظام، لنلتحق بالصحراء، لنصل الرحم مع إخواننا في الصحراء"

بحلول سادس نونبر 2025، تحل الذكرى الذهبية الخمسون لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة نحو أقاليمنا الجنوبية، التي شكلت محطة تاريخية مفصلية، والتي كانت صفعة قوية لإسبانيا التي ظلت لسنوات عديدة تسيطر على الصحراء المغربية

خلاص الصحراء المغربية جاء على يد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، من خلال خطاب سام وجهه إلى الشعب المغربي يوم 16 أكتوبر 1975، إثر صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية

كان الخطاب يدعو إلى تنظيم مسيرة خضراء سلمية، تضمنت 350 ألف متطوع من مختلف أقاليم المملكة، بهدف تجديد حبال الإخاء مع إخوانهم في الصحراء المغربية

بالمناسبة، فقد عبر جلالة الملك عن أمنيته بأن يكون في مقدمة تلك المسيرة السلمية، إلا أن دوره كقائد كان يفرض بقاءه في مركز القيادة لمتابعة تنفيذ الأوامر وضمان التواصل الدائم مع جميع أقاليم المملكة

كانت المسيرة الخضراء مسيرة الأمة ..  الحدث التاريخي الكبير في القرن العشرين، الذي سيظل راسخا في الذاكرة المغربية عبر الأجيال

تحقق ذلك، بفضل الرأي السديد لجلالة الملك الذي كان هدفه تحقيق الوحدة الوطنية، وطمس آثار الحواجز الوهمية التي فرضها المستعمر الإسباني، معتمدا جلالته على رأي محكمة العدل الدولية في لاهاي التي أكدت مغربية الصحراء بسبب ارتباطها التاريخي بالمغرب

كما سبقت الإشارة إلى ذلك، استهل جلالة الملك قدس اللـه روحه خطابه بآية من كتاب الله تعالى: “قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا”

كان الخطاب دافعا قويا لدى المواطنين المغاربة للمشاركة في المسيرة بكثافة غير مسبوقة، واعتبر قنبلة موقوتة انفجرت بين أبناء الوطن الذين تمسكوا بحقهم في استرجاع الأقاليم الجنوبية

انطلقت جموع المتطوعين إلى الصحراء مسلحين بالإيمان والكتاب، مما أكسب المسيرة دعما وتقديرا دوليا واسعا، تبعا لفكرة جلالة الملك التي كانت حكيمة جدا ..  إذ، جعلت المجتمع الدولي يندهش من موقف المغرب واستجابة شعبه الملهمة، وبرهن أن الصحراء جزء لا يتجزأ من الوطن وأن سكان المغرب في الشمال والجنوب مرتبطون بروابط الدم والقربى

شهدت المسيرة الخضراء المظفرة مشاركة متعددة من وفود دول شقيقة وصديقة، مما أكسبها طابعا دوليا إضافيا، وكانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ المغرب الحديث

وقد وصف جلالة الملك المسيرة قائلاً: “طوبى لكم أيها المتطوعون لأنكم خلقتم مدرسة سياسية جديدة، و وعيا سياسيا جديدا في المغرب”

وفي الذكرى الذهبية للمسيرة اليوم، نستحضر التحولات الجذرية والإيجابية التي عرفتها الأقاليم الجنوبية في مختلف المجالات، حيث سطر المغرب منذ استرجاعها برنامجا شاملا لتنمية وتجهيز المناطق الصحراوية، لتحويلها إلى مناطق صالحة للعيش، بدلا من الحالة المزرية التي تركها الاستعمار

وبفضل الله تعالى، والجهود الجبارة التي بذلها الجميع شعبا وملكا وقواتا مرابطة في الصحراء المغربية، توج النضال بالقرار الأممي الرامي إلى وضع حد للنزاع المفتعل .. القرار الذي يمثل انتصارا للموقف المغربي، ويعكس الاعتراف الدولي بوحدة التراب المغربي .. وانتهت الحكاية ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق