

في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الإعلامية في عدة مناطق من المغرب حوادث استثنائية أثارت جدلا واسعا بين الرأي العام والسلطات المحلية، ولم يكن إقليم النواصر استثناء من هذه الحوادث
في هذا الصدد، فقد وصل إلى علم الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة أن مراسلين ومصورين صحافيين تعرضوا لاعتداء من قبل باشا المنطقة، الذي حاول منعهم من تغطية عملية هدم إحدى المستودعات بالمنطقة، المملوك لرئيس الجماعة السابق، كما قام السيد باشا باشوية أولاد عزوز بإقليم النواصر، جهة الدار البيضاء – سطات، بتصرف غير مهني، حيث وصف المراسلين والمصورين الصحافيين بلفظ مسيء “القزادر”، إلى جانب كلام ناب يندى له الجبين يحط من كرامة ممارسي مهنة المتاعب
هذا التصرف أثار موجة استنكار وانتقادات حادة من المهنيين الذين كانوا شهود عيان، وتساؤلات جدية حول حرية الصحافة وواجب المسؤولية لدى الموظفين العموميين .. مع العلم، أن الباشا هو موظف حكومي يشغل منصبا إداريا على المستوى المحلي، ويمثل السلطة التنفيذية الأولى في المنطقة أو الحي الذي يديره .. لذا، يجب عليه الالتزام بقواعد السلوك المهني وأخلاقيات الوظيفة العمومية .. لكن، بدلا من ذلك، صدم الحضور بتصريح حمل إيحاءات سلبية وقاسية ضد المراسلين والمصورين الصحافيين، وهو تجاوز كبير بحق مهنيين يمارسون دورا أساسيا في نقل المعلومة وكشف الحقيقة
بناء على ما سبق، تؤكد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة استمرارها في الدفاع عن حقوق الصحافيين في كافة المحافل، مع التمسك بحرية القيام بالتغطية الإعلامية تحت كل الظروف، من جهة أخرى، تدين النقابة بشدة هذا الاعتداء الذي يمثل انتهاكا لحرية الصحافة، المكفولة بموجب الفصل 25 من دستور 2011، الذي يحمي الصحافيين أثناء أداء واجبهم، كما تطالب الجهات المختصة بكشف الملابسات واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية المناسبة في حق الباشا، الذي أثرت تصريحاته سلبا على حرية التعبير وحرية الصحافة، وقللت من مكانة المراسلين والمصورين الصحافيين الذين يلعبون دورا حيويا في مراقبة عمل المؤسسات
ختاما، إن احترام المراسلين والمصورين الصحافيين وحقوقهم يشكل ركيزة أساسية للتعايش الديمقراطي وضمان شفافية المؤسسات .. لهذا، يتوجب على الجهات المختصة الوقوف بحزم أمام كل تجاوز يمس حرية الإعلام، وتأكيد ضرورة الحفاظ على الاحترام المتبادل بين الإعلام والسلطات، حمايةً لدور الصحافة في المجتمع وتعزيزا لمصداقيتها وحريتها
نذكر، أن تصريح الباشا الذي نعت المراسلين والمصورين الصحافيين بـ”القزادر” يعكس أزمة في العلاقة بين الإعلام والسلطات المحلية، ويستدعي مراجعة الأدوار والسلوكيات من قبل جميع الأطراف المعنية، لأن التصريحات غير المسؤولة تزيد من احتقان المشهد الإعلامي وتعرض حرية التعبير للخطر




