
الحوار مع النقابات مفتاح نجاح وزير القطاع في تحقيق الأهداف التنموية ..!

في كل قطاع حكومي مهما كان نشاطه، تظل العلاقة بين الوزير المسؤول والفرق النقابية ركيزة أساسية لضمان استقرار العمل وتحقيق الأهداف التنموية المنشودة .. فالنقابات ليست مجرد هيئات نقاش أو احتجاج، بل هي ممثلو القطاع الذين يعبرون عن ضغوطهم ومطالبهم، ويشكلون ذراعا أساسيا لتحقيق التوافق حول السياسات والخطوات التنفيذية
لكن، السؤال الجوهري يطرح نفسه: ما قيمة وجود وزير إن لم يكن مستعدا ومستعدا للحوار مع الجميع من الفرقاء النقابيين في القطاع الذي يشرف عليه ..؟
فالوزير القادر على الحوار سيخلق جوا من الثقة والشفافية، ويقود عملية الإصلاح والتطوير بشكل تشاركي، بعيدا عن فرض القرار أو تجاهل صوت المظلومين .. بدلا من ذلك، إن تمسك الوزير بالعزلة أو رفض استماع النقابات، فإن ذلك يفضي إلى تصعيد الأزمات، وزيادة الاحتجاجات، وربما تعطيل الخدمات أو الإنتاج
الحوار الفعال مع النقابات لا يعد مجرد تقليد شكلي، بل هو عنصر استراتيجي .. فهو يساهم في تشخيص مشاكل القطاع بشكل دقيق، ويتيح تبادل الحلول المقترحة، ويحسن من فرص تقديم حلول واقعية .. وبالتالي، يقصر زمن الاستجابة ويحد من الصراعات
علاوة على ذلك، الوزير الذي يفتح باب الحوار يزداد احترامه وشعبيته بين كل المهنيين، مما يسهل عليه تنفيذ سياساته وتحقيق أهدافه .. خصوصا في القطاعات الحساسة، ـ الصحافة والإعلام ـ التي تتطلب تواصلا مستمرا وديناميكيات تفاعلية مستمرة
كما يجب التنويه إلى أن النقابات ليست كتلة متجانسة بالضرورة، بل تتشكل من فرق متعددة ومتناقضة أحيانا داخل نفس القطاع .. وهنا، يكمن تحدي الوزير ألا يفضل فريقا على حساب آخر، بل أن يكون وسيطا نزيها يمنح الجميع حق المشاركة والمساهمة في صنع القرار، ما يعزز الوحدة والانسجام في القطاع
في المقابل، الوزير الغائب عن الحوار أو المتجاهل للفرق النقابية يعرض سيطرته على القطاع لهزات متكررة، ويضعف من موقفه في مواجهة الضغوط السياسية والاجتماعية .. وبالتالي، يغدو وجوده شكليا، وتكون إدارته مهددة بالفشل والجمود في نهاية المطاف
إن القيم المضافة التي يمكن أن يقدمها الوزير للقطاع الذي يشرف عليه تتجاوز الكفاءة الإدارية أو الكاريزما الشخصية .. هي ترتكز أساسا على جاهزيته لحوار جاد، مفتوح، ومستدام مع جميع الفرقاء النقابيين، لأنه من خلال هذا الحوار يمكن تحويل التحديات إلى فرص، والخلافات إلى فهم مشترك، والسياسات إلى إنجازات ملموسة
بمعنى أبسط، لا قيمة فعلية للوزير إذا لم يكن مستعدا لأن يصغي ويستثمر طاقات النقابات، لأن التعاون والشفافية مع هذه القوى المنظمة هما السبيل الوحيد نحو تطوير القطاع وتحقيق استقرار العمل وأدائه




