نافذة على الثقافة و الفن

سهرات مهرجان العيطة الجبلية في تاونات والتجاوب الجماهيري العفوي مع فقراتها

AZ-1

المستقلة بريس / متابعة

تفعيلا لسياسة وزارة الثقافة العمومية في المجال الثقافي، شهدت مدينة تاونات فعاليات المهرجان الوطني الرابع للعيطة الجبلية الذي تابعت سهراته الموسيقية حشودا هائلة كشفت عن عمق رسوخ هذا اللون الموسيقي التراثي في وجدان المواطنين، وأهمية مبادرة الاحتفال به وإحيائه من قبل الوزارة الوصية وباقي المتدخلين من عمالة ومجلس بلدي ومجتمع مدني، وبلغ التجاوب التلقائي قيمته في مقاطعة فقرات سهراته بالتصفيق وترديد مقاطع الأغاني والرقصات التي قدمتها الفرق المشاركة من الإقليم وخارجه.

لا يمكن لنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي حضرت المهرجان بدعوة من الجهة المنظمة للمهرجان إلا أن نثمن هذه المبادرة التي تدخل في إطار سياسة الوزارة المرتبطة بالقرب والتنشيط والحكامة في تدبير الشأن الثقافي، ومن خلال فعاليات المهرجان اتضح صدق هذا التوجه في الأداء والأهداف المسطرة من العناية بالتراث الثقافي وإحيائه ترسيما للهوية المجتمعية الثقافية الغنية برأسمالها المادي واللامادي، المعبر عن الخصوصية الحضارية الوطنية التي انصهرت فيها روافدها الإفريقية والعربية و الأمازيغية والأندلسية والصحراوية.

بخصوص الندوة الثقافية التي أطرها مهتمون بالتراث والموسيقى الشعبية، استعرض الباحث سالم كويندي ملامح العيطة في تمثلاتها الوطنية، ومبرزا خصائصها الاجتماعية والروحية والثقافية التي جسدت تفاعل مبدعيها أفرادا وفرقا طبيعة اليومي بكل حمولاته وطقوسه التي تتناغم في السرد الشعري والأنغام والآلات الموسيقية والرقصات، وليخلص إلى ضرورة إحياء هذا التراث من خلال استحضاره وتعريف الأجيال بكنوز مضامينه التي عبرت بعفوية في وجدان الإنسان المغربي الذي تفاعل مع المنتوج الحضاري الذي تشكلت منه الهوية الثقافية الحضارية المغربية في جذورها العربية والإفريقية والأندلسية، التي جسدت الانفتاح والتفاعل والاندماج الذي طبع تاريخ الاستقرار السكاني في الوطن.

بالنسبة لمداخلة الباحث في التراث مصطفى بن سلطانة، فقد تمحورت على تشخيص هوية العيطة في تمثلها القبلي والشعري والموسيقي العميق، الذي جسد التعبير عن الوجود في صيرورة الطبيعية التي تفاعلت مع الأحداث والانشغالات المجتمعية، وتواصلت مع التعبيرات ونماذج العيطة في ربوع الوطن، ووقف عند ضرورة امتلاك إستراتيجية لحماية التراث الثقافي المحلي والوطني، وصيانته وتأهيله ليكون تراثا حضاريا إنسانيا، وانتهى إلى أن العيطة الجبلية جسدت الحياة اليومية للمواطنين في المنطقة، وعكست منظومة العادات واللغة واللباس والرقصات التي كانت توظف في أفراحهم وفي اليومي بكل تفاصيله الصغيرة والبسيطة، وطقوسه الاحتفالية المتجددة في تاريخ المغرب في جغرافيته المتنوعة والمتعددة في تعبيراته الثقافية.

ختاما لهذه التغطية لفعاليات مهرجان العيطة الجبلية التي تم فيها تكريم رموزها والدعوة إلى التمسك بما تركوه في هذا اللون من التراث الموسيقي الشعبي وفي هذا الإطار، نثير انتباه الوزارة الوصية والأطراف المعنية بالتراث إلى ضرورة الاستمرار في تفعيل هذه السياسة العمومية الثقافية التي تخدم تطلعات المغاربة في استحضار رأسمالهم المادي واللامادي باستمراره وصيانة وتقوية الارتباط به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق