أخباركلمة النقابة

ما هذا الكرم الحاتمي على أمة الصحافيين المتأخر يا وزيرنا في الاتصال ..؟ !

ترى هل منحة الدعم الحكومي للصحافيين التي قدمها وزير الاتصال لرئيس جمعية الأعمال الاجتماعية المنبثقة عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تتلاءم وهذه الظرفية التي تريد فيها الوزارة الوصية على قطاع الاتصال تمرير مدونة الصحافة والنشر، التي أثير حولها جدل كبير ..؟ أم هي صحوة ضمير من الوزير اتجاه أمة الصحافيين المنخرطين في النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي شاركت مع فيدرالية الناشرين في صياغة المدونة المهزلة التي لم يشارك فيها عموم المهنيين ..؟ أم هي خطوة من الوزارة في حملة انتخابية سابقة لأوانها، لتدارك الأخطاء اتجاه مواقف من يتحكمون في المشهد الصحفي والإعلامي الوطني، من شركائهم في فيدرالية الناشرين التي تمثل صحافة “الديناصورات”، التي تحتكر دعم الدولة والإشهار وتسيطر على السوق باستثماراتها التي جعلت القاعدة العريضة من الصحف العاجزة على امتلاك القدرة على تطبيق عقد المقاولة الصحفية بشروطه التعجيزية التي لا تتناسب وإمكانياتها المحدودة.

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مع هذه المبادرة التي أقدم عليها الوزير، ونتمنى أن لا تكون بمناسبة تقديم مدونة الصحافة والنشر، بل إجراء مالي قار لصالح جميع الصحافيين، وتحت إشراف جهاز وطني منتخب من عموم المهنيين، وأن لايكون دعما انتخابويا مفضوحا، كما ترجم هذا التوقيع مع جمعية الأعمال الاجتماعية بحضور النقابة المدللة من قبل السيد الوزير التي تستفيد هي وفيدرالية الناشرين أو باطرونا صحافة “الديناصورات” من أموال عقود الشراكة الموقعة معهما على امتداد عمر الوزراء الذين تحملوا مسؤولية وزارة الاتصال في حكومة جطو وعباس الفاسي.

تأكد ياوزيرنا في الاتصال المحترم، أننا مع كل المبادرات التي تخدم مصالح المهنيين في الصحافة والإعلام، لكن هذه المبادرات يجب أن تحترم فيها هوية التعددية التي توجد في مشهدنا النقابي في قطاع الصحافة والإعلام، الذي لا تمثل فيه النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين إلا قواعدهما، ولا يمتلكان التمثيلية الساحقة لرجال ونساء الصحافة والإعلام، وأن روح الديمقراطية التي تتغنى بها صباح مساء تقتضي منك احترام وتكريس المقاربة التشاركية في التواصل مع باقي مكونات التعددية السائدة.

السيد الوزير، نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نقدر الواقع الذي تشتغل فيه، وسقف حرية الحركة والفعل التي تسمح لك بهما اللوبيات داخل وزارتك إلى حين انتخاب المؤسسة الوطنية التي تمثل المهنيين، والقادرة على تحرير القطاع من هذه الهيمنة الممارسة من هذه اللوبيات المنتمية إلى المنظمات المقربة منك في الظرف الراهن.

ختاما لهذا الحديث عن هذا الكرم الحاتمي المتأخر الذي لن يستفيد منه إلا المنحرطون في هذه المنظمات التي تعتمد عليها مرحليا، نقول لك من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن هذا الواقع لن يدوم إلى الأبد، لأن ساعة الديمقراطية آتية لا ريب فيها، كما قالها المناضل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي أثناء تأبين المناضل الراحل عبد الرحيم بوعبيد إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق