أخبارمجتمع

المجتمع المغربي والشيخوخة التي تهدد هرمه السكاني

CHAY

من الظواهر الديموغرافية التي بدأت تتضح على شرائح المجتمع المغربي في هرمه السكاني ارتفاع نسبة المسنين التي حولت قاعدته إلى الفئة العمرية المتقدمة في السن من الأربعين فما فوق، بعد أن كانت القاعدة مجسدة لفئة الأطفال والشباب، وهذا المعطى يهدد النمو الديموغرافي الذي قد تكون له عواقب وخيمة على المجتمع في جميع المجالات، والذي يعيده المختصون في علوم السكان والاجتماع إلى تراجع نسبة الخصوبة وتراجع نسبة الزواج وارتفاع نسبة الطلاق وتحسن مستوى المعيشة والصحة.

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نطرح الموضوع على الأطراف الحكومية والمجتمعية المعنية من أجل دراسته ومعالجته والشروع في اتخاذ الاحتياطات التي يتطلبها للحفاظ على ما يجب أن يكون عليه الهرم السكاني في المجتمع حتى لا يكون واقعنا الديموغرافي يعاني من هذه الظواهر المرضية التي أصبحت تهيمن عليه كارتفاع الإصابة بالعقم لدى الذكور والإناث، وتأخر سن الزواج وارتفاع نسبة الطلاق، وارتفاع العنوسة وسط النساء، وارتفاع نسبة الشيخوخة على حساب فئات الأطفال والشباب التي تراجعت نسبها في الهرم السكاني، وقد كشفت معطيات الإحصاء السكاني الأخير هذه الحقائق الديموغرافية الطارئة على المجتمع المغربي، رغم أن مستوى الصحة لم يرق في الخدمات المقدمة للمواطنين إلى الدرجة التي توحي بتأثيره على ارتفاع أمد الحياة وانخفاض نسبة الوفيات، كما أن ارتفاع نسبة الشيخوخة لها علاقة بتحسن مستوى المعيشة، وهذا ما لم يعرفه المجتمع المغربي الذي لا تزال قاعدته العريضة لا تستطيع ضمان القوة الشرائية التي تسمح لها بالعيش الكريم.

إن ظاهرة الشيخوخة التي ترمي بظلالها على مجتمعنا تطرح أكثر من علامة استفهام حول منهجية الحكومة وباقي المؤسسات المعنية بمواجهتها في الظرف الراهن وفي المستقبل، وتطرح نفسها أيضا لقضية تتطلب نقاشا مجتمعيا لإيجاد الحلول الملائمة لخطورتها المرحلية إن لم يكن من الحتمي ضرورة الشروع فيه من الآن حتى لانجد أنفسنا غدا أمام نتائجها الكارثية على جميع المستويات، ونعتقد أن الوزراء المعنيين بالظاهرة السكانية مطالبون كل في مجال تخصصه بضرورة التحرك السريع لاحتواء هذه الظاهرة الديموغرافية بكل الوسائل المتاحة لذلك.

لن نختم مناقشة قضية الشيخوخة، ولن نشرع سواء في إصدار الأحكام الجاهزة أو تغليط الرأي العام الوطني، فهمنا الأساسي هو جعل الرأي العام على بينة من تفاعلات هذا الموضوع الذي لم تسلط عليه الأضواء بعد من قبل جميع الأطراف المعنية به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق