
الزلزال وأزمة الكراء يرهقان طلبة اليوسفية بجامعات مراكش
ذ. يوسف الإدريـــسي
كنت قد تحدثت في مقال سابق عن أزمة التعليم الجامعي بإقليم اليوسفية، حيث تكشف الأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها الإحصائي الأخير، أن 5 % فقط من ساكنة الإقليم يتوفرون على مستوى تعليم جامعي. وأنه لا يستفيد من التكوين المهني بجميع مستوياته في هذا الإقليم سوى 675 متدربا. وهو ما يثير نقاشا متجددا حول الأسباب والرهانات
أمس وقفت ميدانيا على بعض أسباب الأزمة حين تجولت مع بعض أبناء اليوسفية في عدد من الأحياء القريبة من المؤسسات الجامعية بمراكش، ورصدت حينها مظاهر أزمة الطلبة والطالبات مع أثمنة الكراء المبالغ فيها بشكل يؤزم وضعيات الطلبة والأسر على حد سواء
صحيح، أن الأزمة فرضها زلزال الحوز ونزوح سكان المدينة القديمة نحو المركز بحثا عن جدران آمنة لم تطلها ارتدادات الزلزال .. لكن، اليوم، وأمام ارتفاع صاروخي في أثمنة الكراء، يجد أبناء وبنات اليوسفية أنفسهم في مواجهة مصير مجهول؛ إما التخلي عن الدراسة الجامعية أو إثقال كاهل أسرهم بما لا يطاق
هكذا، فأي معنى لحديث المسؤولين عن تشجيع التعليم الجامعي و العدالة المجالية وتكافؤ الفرص، بينما إقليم اليوسفية لا يزال بلا نواة جامعية، رغم أن المشروع تم التطبيل له في الحملات الانتخابية وفي لقاءات رسمية!! وأي منطق يجعل جماعات ترابية مجاورة كالصويرة وقلعة السراغنة تنجح في إحداث دور للطالب والطالبة، بينما أبناء اليوسفية يتركون في مواجهة جشع الكراء بلا سند ولا بديل ! !..؟
هي حقيقة بل ستار، فما يحدث اليوم هو إقصاء ممنهج لشباب الإقليم من حقهم الطبيعي في متابعة دراستهم، وتحويل التعليم العالي إلى امتياز محصور فيمن يملك القدرة على دفع ثمن السكن والنقل، إلى غير ذلك من متطلبات الحياة الجامعية
المطلوب الآن، ليس دروسا في الوطنية ولا خطبا في تشجيع الشباب كما تفعل بعض الإطارات الجمعوية في لقاءاتها الرسمية والانتقائية مع السلطات الإقليمية، بل المطلوب قرارات إجرائية من قبيل؛ العمل على فتح دار للطالب والطالبة بمراكش ومدن أخرى لفائدة طلبة اليوسفية .. أيضا، ضرورة التعجيل بإخراج نواة جامعية ومعاهد تكوين إلى الوجود بدل الاكتفاء بالدعاية الانتخابية الزائفة. وفوق ذلك توفير دعم مالي مباشر للطلبة الذين يضطرون للكراء في ظروف قاسية
هذا هو النقاش المطلوب الذي يجب أن ينخرط فيه الجميع؛ منتخبون وبرلمانيون وسلطات إقليمية ومجتمع مدني، بدل تعويمه واختزال الأزمة في نقاش سوريالي لم يعد يح