أخبارمتفرقات

طائر الحسون بتاونات و الأربعون لِصّاً ..!

ABDELLAH AZZOUZI

*عبد الله عزوزي

يا طائر الحَسُّون !.. أيها المسروق منا، يامن حَسُنتَ صوتا و صورتاً!.. كيف لنا أن ننتبه لمآسيك ، لتجفيفك، لإبادتك، لترحيلك و تهجيرك … لمسْحِك من سمائنا و عيوننا و ذاكرتنا ..؟

عرِفناك في الصغر “بالبُلِّيق” .. وملأت محيطنا حينها بالألوانِ والأصواتِ والحركاتْ … فحوَّلت طفولتنا إلى نعيم و حُبُورٍ بدون حدود …!

كنت مَدرسَتنا وكُنا تلامذتُك … كبُرنا ولم تَكبر … تغيَّرنا و لم تَتَغيَّر … صِرتَ “حَسُّونا” و صِرْنا أشباحاً بفعل الصنادق (…) و التكنولوجيا ..!
انشغلنا عنك بالمشاريع والمقاعد والأفلام والمقابلات الكلاسيكية … ولم نستفق إلا على وقعِ فاجعةٍ على الطريق المُؤدِّية للوردزاغ … لم نجدك رهين الشحن فقط، بل وجدناك رهين الأقفاص والأغلال … في وضعيةِ مهاجرٍ سريٍّ إلى وهران وغرداية أو مستغانم أو القبايل … دون علمنا، أو حتى علم مرصدِ جماركنا، وبدون جواز سفر، أو تأشيرة مرور  ..!

هل سفرك احتِجاجٌ .. ؟ أم شهادةُ احتيَّاجٍ .. ؟ أم هل هو علامة من علامات الفناء .. ؟ أم وَصْمَةُ عارٍ على قاتلي هذا البلدِ الأمين .. ؟

ألم يعد يعجبك شيء فينا أو في جغرافية عقول ساكنة هذا الوطن.. ؟

لماذا اختفيتَ من عَرْصاتِنا و حقول آبائنا و حدائق حاراتنا.. ؟ لماذا ودَّعت صفاء سماواتِنا، و لم نعد نراك إلا من وراء القضبان، بعدما باعوا حريتك، مقابل دريهمات، و طوَّقُوك بالنار و الخشب و الحديد .. ؟ واكتفوا بتقطير الماء والحَبَّ في جوفك لكي يُبْقونَك حياًّ، أو لينعموا بصوتك الحزين و (الانتخابي)

فعذرا أيها الحسون، رجاءً عد إلينا، و لا تآخذنا بما فعله السارقون منا ..!

*عضو الأمانة الإقليمية للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة – تاونات 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق