الرياضة

حتى لا يكون شغب الملاعب الرياضية وسيلة لإخفاء سوء التدبير الرياضي

الشغب

مع تفاحش الاتهامات وعدم الخوف من قبل الذين يلوحون بها ضد خصومهم في جامعة كرة القدم والعصبة الاحترافية في المكاتب المسيرة للفرق، وصدور القرارات العقابية ضد بعض الفرق على خلفية الشغب في الملاعب الرياضية، أصبح المشهد الكروي الوطني ساحة لتبادل الاتهامات بين المسؤولين، دون أن تفكر هذه الأطراف في عواقب هذا الانحراف في النقاش حول المشاكل المطروحة.

إن لم تكن الجماهير واعية بالمؤامرة التي تلخص الاختلال الذي أصاب التسيير الكروي، فمن ياترى سيساهم في حصر المشاكل في ظاهرة الشغب وهل هذه الأطراف المتصارعة اليوم لا علاقة لها بما حدث في الملاعب ..؟ أم أن ما يجري يستهدف إخفاء مظاهر الفساد التي تلوح بها هذه الأطراف ضد خصومها ..؟ وأين تتموقف وزارة الشباب والرياضة في هذه الصراعات التي يعيشها المشهد الكروي الوطني في الظرف الراهن ..؟

إن العنف الذي أصبح مألوفا في ملاعبنا يطرح أكثر من علامة استفهام، ويقتضي من كافة المتدخلين في الشأن الأمني والرياضي والمجتمعي البحث عن الحلول لاحتوائه والارتقاء بالممارسة الرياضية نحو ما يتطلع إليه المواطنون منها .. ونعتقد أن للشغب عوامله المرتبطة بالعلاقة مع جمعيات المحبين التي أصبحت تصرفاتها في الكثير من الأحيان خارجة عن رقابة مكاتب الفرق أثناء المباريات الرياضية.

نحن في المستقلة بريس لسان النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعرف جذور المشكل وأسباب فشل المبادرات العلاجية المتخذة حتى الآن، ونقدر خطورة المسؤولية بالنسبة للأطراف المعنية بالحد من الشغب في ملاعبنا الرياضية، ونعتبر المدخل للتجاوز في الحوار المجتمعي الواسع بين كافة الأطراف ذات الصلة بالرياضة والأمن والتربية .. ونعتقد في ضرورة توحد الرؤيا المجتمعية اتجاه هذا الشغب ومعالجته من جذوره، انطلاقا من المكاتب المسيرة للفرق والجامعة والوزارة الوصية وباقي المتدخلين .. كما أن ظاهرة الشغب بإفرازاتها الحالية يؤشر على غياب المتابعة والتدخل من كافة الأطراف المعنية بهذه الظاهرة، ولا نرى بديلا عن الاجتهاد الفردي والجماعي في إيجاد الحلول الكفيلة بمواجهة نتائجها التي لن تتوقف بدون الحزم والحسم في مبرراتها التي لا يتم الانتباه إليها من جذورها، وغالبا ما يكون التجاهل هو السبيل للتعامل معها، مما يجعل نتائجها دائما كارثية.

يخطئ المسؤولون الجامعيون وفي الوزارة الوصية على قطاع الشباب والرياضة إذا ما اعتبروا الأسباب المبررة للشغب في النتائج الرياضية وتجاهلوا عن قرب المشاكل المرتبطة بالتنظيم الرياضي في العالم اليوم، ومن المؤكد أننا لا نختلف عن بقية الشعوب التي استطاعت معالجة ظاهرة الشغب في ملاعبها الرياضية، أو أننا لا نملك من الوعي والخبرة والمعرفة التي تؤهلنا لتحقيق التقدم في احتواء ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية التي لا يجب أن نراهن فيها على المقاربة الأمنية والزجرية وحدها.

إن جمعيات محبي الرجاء، كما صرحت في بياناتها التي تنتقد فيها ما وقع في ذلك السبت الأسود لا يمكن أن تكون وراء افتعال أسباب الاقتتال مع باقي جمعيات المحبين للفريق الأخضر، مهما كانت الاختلافات القائمة بينها حول واقع تسيير الرجاء الإداري والتقني والمالي، وهي التي لا تشارك في الجموع العامة للفريق إلى جانب بقية المنخرطين، وهذا ما يجب أن يتجه إليه التحقيق لمعرفة المسؤولين الحقيقيين عن هذا الاقتتال الرجاوي الخالص، الذي لا يمكن أن نستبعد فيه مصالح الخصوم في البطولة الاحترافية الذين لا يرغبون في تحسن أداء الفريق وتطور درجاته في سلم الترتيب.

بكل موضوعية، وبعيدا عن طرح السيناريوهات الأكثر تشاؤما، فإن ما وقع في ذلك السبت الأسود يعود إلى خصوم رئيس الفريق الذي يتحمل المسؤولية ويرغب كمحب قبل أن يكون رئيسا للنادي في أن يتغير حال الرجاء العالمي الذي لا أحد يملك الأسلوب الرياضي الفرجوي الذي يلعب به، وهذا ما يقوي الاحتمال في أن خصوم الفريق الأخضر لا يريدون أن تتجاوز الرجاء النتائج السلبية التي لم تتجاوزها إلا مؤخرا، ويتصدر هؤلاء الخصوم الغريم الأحمر الذي لا يتطلع على الإطلاق إلى أن تكون الرجاء منافسا له في بطولة هذه السنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق