أخبارمنبر حر

رحلة البحث عن مقعد في البرلمان

100345

حدثني أحد البرلمانيين هاتفيا، و روى لي ما حدث داخل قبة البرلمان ( و العهدة على الراوي)، قال لي أن السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني انتظر لساعات طويلة حتى تمتلئ قاعة الجلسات و يكتمل النصاب من أجل التصويت على أربعة قوانين، و مع هذا، لم يكتمل النصاب.

في رأيكم ماذا حدث ..؟

اسمع جيدا أيها الناخب حتى لا يقولون عنك هؤلاء الذين زكيتهم بأنك من مغفلين، و أنك ستلدغ للمرة الثانية من نفس الجحر.

الذي حدث هو أن أحد مستشاري السيد لعربي ولد خليفة، اقترح عليه فكرة “جهنمية”، مفادها تقديم موظفين من المجلس الشعبي الوطني (أي الإداريين) على أنهم أعضاء في البرلمان، و هكذا، يتم احتسابهم و يكتمل النصاب، ثم يتم التصويت على القوانين بكل أريحة، (و إن أراد أن   

يستنجد بهم خلال العهدة القادمة فهم رهن إشارته كلما تطلب الأمر ذلك)، و هو FAYSSALما تم فعلا، و تنفس رئيس المجلس الصعداء، و رقي هذا المستشار الى رتبة أعلى، (صديقنا المستشار لم يكن سوى أحد موظفي البرلمان و كان من بين المصوتين طبعا).

لكن، السؤال الذي قد يتبادر على أذهانكم أيها المواطنون الفضوليون، أعرفه و أعرف حتى الإجابة عليه من دون الحاجة إلى تسريبات من ديوان المسابقات و الامتحانات و لا انتظار قطع الانترنيت من الوزيرة فرعون التي اكتشفت بعد جهد جهيد أن الفايسبوك أخطر على المراهقين من المواقع الإباحية .

    بقلم فيصل زقاد

السؤال هو التالي : أين ذهب نواب الأغلبية و لماذا تغيبوا عن جلسة التصويت هذه ..؟

و الجواب عند ولد عباس، فالطبيب منع ترشح معظم ( مرضاه الذين يعالجون عنده عن طريق الرقية التي أصبحت لا تنفع في مرض عضال و هو مرض “كرسي البرلمان”.

فاغتاظ النواب الحاليون، و امتعضوا من قرار أمينهم العام، و غادروا العاصمة بسرعة البرق، متوجهين إلى مداشرهم التي لم يعودوا إليها منذ أن تم تنصيبهم قبل خمس سنوات تقريبا.

هل تعلمون لماذا لجؤوا إليها ..؟ طبعا هو سؤال سهل و الجواب عنه أسهل مما يكون .. !

لقد ذهبوا في رحلة بحث عن جمع التوقيعات من أبناء بلدتهم الذين خذلوهم من قبل، فهم سيترشحون في قوائم حرة مثلما فعلها زملاؤهم خلال العهدة الحالية، و بعد نجاحهم بفضل المال الفاسد و”الشكارة”، سيعودون إلى مواقعهم سالمين غانمين، تحت غطاء “الحزب العتيد”، الذي أصبح يقبل في صفوفه النطيحة و المتردية و ما أكل منها السبع .

هل فهمتم الآن، لماذا يزدري الرئيس “بوتفليقة هذا البرلمان، و لم ينزل إليه و لم يخاطب نوابه و لا مرة واحدة خلال أربع عهدات رئاسية بالتمام و الكمال ..؟ لأنه، بكل بساطة “برلمان المعتوهين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق