أخبارمجتمع

حتى لا يتضرر المغرب من هجرة الأفارقة نحو أوربا

IMIGRES

إن كانت أوربا قد بدأت تستفيد من تراجع الهجرة الإفريقية نحوها عبر إيقافها في دول الشمال الإفريقي، مقابل منحها ما يمكنها من القيام بذلك، فإن عواقب هذه الهجرة بدأت تطرح نفسها على هذه الدول في شمال إفريقيا، مما أصبح يستدعي التدخل السريع للدول الإفريقية التي يأتي منها المرشحون للهجرة، وانخراط الاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية لإيجاد الحلول التي توطن هؤلاء المهاجرين في دولهم الأصلية، التي وجدت في تدفقهم نحو دول الشمال الإفريقي المتنفس للمشاكل التي تعاني منها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن المهاجرين العالقين في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، أصبحوا خارج السيطرة في هذه الدول، وتحولوا إلى منع هذه الدول من الاستمرار في احتضانهم في انتظار معالجة أسباب هجرتهم، حيث أضحى توقفهم المؤقت مصدرا للمتاعب و الفوضى بالنسبة للسلطات في دول الشمال الإفريقي، التي لم تعد قادرة على تأمين حاجيات سكانها، فبالأحرى ضمان حقوق هؤلاء المهاجرين الأفارقة، خاصة بالنسبة للمغرب الذي شعر معظم سكانه في المدن التي يستقر فيها هؤلاء المرشحين للهجرة بعدم الرضا على سلوك هؤلاء الأفارقة، الذين لا يحترمون قيم الكرم والضيافة والعون التي تقدم لهم بسخاء في الأحياء، خاصة في مدن طنجة .. الرباط .. الدارالبيضاء ومراكش وغيرها من المدن المغربية.

لسنا ضد المساعدات التي تقدمها الدولة للمهاجرين واللاجئين .. لكن، مخاطر هذه المساعدات على مستقبل النسيج الاجتماعي وتدخل الدولة لتأمين حاجيات المغاربة في الاستهلاك والأمن والتعليم والصحة والشغل ستتأثر بهذا التدفق البشري الإفريقي، الذي لم تظهر عواقبه بالخطورة المتوقعة منه اليوم لتكون كارثية في المستقبل القريب، خاصة بعد توقف معظم المهاجرين عن مواصلة هجرتهم نحو أوربا، وما يعبر عنه المغاربة في المناطق المتضررة من سلوك هؤلاء المهاجرين، وما تنقله وسائل التواصل الاجتماعي يفضح الخلاصات التي تدعم مواقف من يدعمون دول الشمال الإفريقي في استقبال المهاجرين وتوفير شروط استقرارهم فيها بدل أوربا.

لا يمكن لنا كتنظيم نقابي، إلا أن نضم أصواتنا للذين يطالبون بتدخل السلطات الأممية والإفريقية المعنية بهذا المشكل السوسيواقتصادي وثقافي لفرملة أسباب الهجرة والنزوح من الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المهاجرين، ومساعدة حكوماتها على توطين سكانها، وفرملة هذا التدفق الهائل المستمر للمهاجرين نحو أوربا التي تشكل بالنسبة إليهم الملاذ والجنة والحل للمشاكل التي اضطرتهم إلى الخروج من دولهم الأصلية التي تحتاج لهم من أجل استمرار وجودها.

لن نقول في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن المهاجرين ما يصنفهم به الرافضون لهجراتهم في دول أوربا وأمريكا وأسيا، فنحن في المغرب كغيره من الدول المتضررة من هذه الهجرة، نطرح عواقب هذه الهجرة على حاضر مجتمعاتنا والتحديات التي تواجهها من أجل الاستجابة لتطلعاتها في العيش الكريم، والحصول على الخدمات وفرص العمل والأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي، بنفس الأهمية التي تحظى بها هذه التطلعات بالنسبة للدول الإفريقية التي يأتي منها هؤلاء المهاجرين المرحب بهم في انتظار عودتهم إلى دولهم الأصلية، أو الوصول إلى الدول الأوربية التي يحلمون بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق