أخبارللمستقلة رأي

ردا على الأخ العضراوي حول الأخطاء القاتلة لحزب العدالة والتنمية في تدبير الشأن العام ..!

العضراوي

ميلود العضراوي

على نقيض ما جاء في مقالتي الأخ ميلود العضراوي، المنشورتين في جريدة المساء مؤخرا، حول تجربة حزب العدالة والتنمية التي حاول أن ينفخ في جسدها ويبرئ ساحتها من الأخطاء التي وقع فيها هذا الحزب، سواء في عهد بن كيران أو في عهد هذه الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، والتي لا يمكنه تجاهلها أو تبرئة ذمته من تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعمقت، والأكثر وضوحا في محاور البرنامج الانتخابي الذي ظل مجرد مسودة مشاريع غير قابلة للإنجاز والتمويل في شروط الوضعية التي خلفها هذا الحزب، وبدأ بالاشتغال عليها في عهد بن كيران مصارع الثعابين والتماسيح ودوائر التحكم والمسؤولون في الدولة العميقة، الذين تفوقوا على صقور “البيجيدي” وكتائبه الإلكترونية.

مع إيماننا بالحق في الاختلاف، وتكريس الرأي الآخر، لم نجد في جريدة المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ما يمكننا من مسايرة الأخ ميلود العضراوي الذي حاول عبر مقالتيه في صفحة الرأي في الزميلة المساء، الذي لم يسمح لنفسه بترك المسافة والمساحة التي تمكنه من تقييم تجربة حزب العدالة والتنمية في الولاية التي ترأسها أمينه العام السابق عبد الإله بن كيران، أو هذه التي يقودها سعد الدين العثماني، وبعد “البلوكاج” الذي دام أكثر من ستة أشهر عقب الانتخاب البرلماني ل. 07 اكتوبر 2016 .. ففي المقالتين، حرص الأخ ميلود على التنويه بقيادة حزب العدالة والتنمية و تمكنها من حماية وجودها على رأس التحالف الأغلبي رغم اتساع قاعدة المعارضة اليمينية واليسارية ضده، دون أن يفتح النقاش حول الأداء الحكومي لهذا الحزب الذي لم يخلخل الملفات الكبرى المطروحة بالنسبة للمديونية والتشغيل والصحة والتعليم والفقر والوفاء بالبرنامج الانتخابي في ولاية بن كيران، التي كانت صفرية (0) في جميع المجالات، نتيجة الحروب التي كان يخوضها ضد تماسيح وثعابين الفساد التي منعته من تحقيق الأهداف التي بنى عليها البرنامج الحكومي، والتي كشفت عنها نتائج الانتخاب البرلماني ل. 07 اكتوبر 2016، الذي فاز فيه ب. 41 %، والذي تعرض فيه للتصويت العقابي في المدن ب. 25 % فقط، والذي لولا تصويت المواطنين في البادية والمناطق الصحراوية ما كان بالإمكان بلوغ 41 %، التي سمحت له بقيادة الحكومة في الولاية الثانية التي تمكن فيها سعد الدين العثماني من تجاوز “البلوكاج” الذي أعفي بسببه بن كيران من قيادة الحكومة في الولاية الثانية.

إن ما لم ينتبه إليه الأخ ميلود في المقالتين، هو خضوعه للأوهام في توقعاته لمسار حزب العدالة والتنمية، التي يقول عنه ودون تمحيص علمي وتحليل موضوعي للواقع الراهن الذي يوجد فيه هذا الحزب ذو المرجعية الإسلامية، أنه (الحزب) سيفوز في استحقاق 2021، نظرا لتماسكه التنظيمي وخروجه منتصرا على من كانوا ينتظرون انشطاره التنظيمي عقب عدم موافقة مؤتمريه على الولاية الثالثة ل. بن كيران على رأس أمانة الحزب، والولاية الثانية في الحكومة الجديدة التي ووجهت “بالبلوكاج” حتى من قبل الأحزاب التي شكل منها التحالف الحكومي الجديد.

وإن كان الأخ العضراوي يعتقد أن الحزب خرج أكثر تماسكا بفضل حكمة بن كيران الذي قبل بنتائج مؤتمره الوطني الأخير، فإن الغليان الاجتماعي ضد السياسات العمومية لهذه الحكومة التي يقودها العثماني لا زالت حبلى بالمفاجئات والمستجدات التي تبين إلى ألان عجزه على احتوائها، من حراك الحسيمة إلى حراك جرادة مرورا بزاكورة التي لا زالت تنتظر الحلول من قبل هذه الحكومة، وأن قضية الغربال والشمس التي يحاول الأخ ميلود الاحتماء وراءها، ربما لن تكون قادرة على الصمود في ظل تنامي المؤشرات السلبية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على امتداد الوطن، وآخرها مستجد نسبة 41 % من العاطلين في المدن التي تشكل تحدي بالنسبة للحكومة ولوزير التشغيل الذي لا يزال يغرد خارج السرب ويقلل من النتائج الكارثية المتوقعة مستقبلا، ناهيك عن سلبيات الحكامة في تدبير استهلاك المحروقات وغلاء أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات التي لا يتضح أن هناك حلولا حقيقة لدى الحكومة لمواجهة المضاعفات والنتائج في هذا المجال الاقتصادي المرتبط بالحياة اليومية لعموم فقراء الوطن، الذين تجاوزت نسبهم 40 %، والتي يمكن أن تتصاعد إذا لم تكن ضمن أولويات العمل الحكومي في المدى المرحلي المنظور، أو لم ينتبه إليها وزير الشؤون العامة والحكامة.

لن نختم حوارنا مع الأخ ميلود العضراوي على ما انتهى إليه من سيناريوهات حالمة ومتفائلة حول الأداء الحكومي الحالي، إن لم تتحرك هذه الحكومة وتبذل قصارى جهودها من أجل الاستجابة لأبسط انتظارات المغاربة التي تفاقمت طيلة الولاية السابقة، وهذا ما نتمناه ل. سعد الدين العثماني كرئيس لهذه الحكومة التي ولدت في ظروف غير طبيعية ومطالبة بأكثر ما يوجد لديها من إمكانيات و وسائل لمعالجة التحديات المطروحة عليها في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق