أخبارمتفرقات

تافيلالت / تقنيات الخطارات بين إنجازات الأجداد وإهمال الأحفاد

واحات

مصطفى هادي

الجميل في الصحراء، هو أن هناك بئر مختبئة في مكان ما، ذلك ما تمتاز به واحات تافيلالت التي تشد وتستهوي السياح عبر مجالها ألواحي الممتد على طول الأودية: زيز، كير و غريس، المنحدرة من الأطلس الكبير .. لكن، ما يثير الفضول أكثر هي تلك الآبار العديدة التي تتخذ أشكالا هندسية من إبداع الإنسان الواحي لنقل المياه عبر أروقة تحت الأرض، بتقنيات ومهارات ضاربة في القدم، تلك هي تقنيات الخطارات التي أصبحت إرثا تاريخيا وتراثا سياحيا .. هذا الإرث الذي يربط بين قطاعين حيويين سياحي، وأخر فلاحي يبقى محط تساؤل عريض حول رد الاعتبار له أمام ما تعرفه المنطقة من تقلبات مناخية وزحف قوي للضيعات الكبرى، مما يندر بتراجع دور هذا الموروث الحضاري والايكولوجي والإنساني .. خاصة، بعد تراجع صبيب العديد من الخطارات وتوقفها، وهنا مكمن الخطر المهدد لواحات تافيلالت الكبرى .. وللإشارة، فان نظام الري بالخطارات بتافيلالت يتواجد في مجموعة من المناطق منها .. كلميمة تنجداد – بني تجيت – الرشيدية – بودنيب – فزنا الجرف – حنابو السيفا – الريصاني الطاوس و النيف .. هذا التنوع يرشح تلك المناطق لتكون أقطابا سياحية خصبة، كونها تختزن اسرار الأجداد وتطلعات الأحفاد، كما أنه يعتبر مقوما أساسيا في تحقيق التوازنات الاجتماعية والاقتصادية عبر المجال ألواحي بمعالجته إشكالية ندرة الماء في هذا المجال وكيفية تدبيره .. وحفز هذا التنوع الإنسان ألواحي على الإبداع في هذه التقنية بخلق نظام فريد من نوعه لترشيد واستهلاك الماء، بناء على سن قوانين عرفية تعطي للخطارة بعدا اجتماعيا وحضاريا مساهما في التنمية المجالية المستدامة عبر واحة تافيلالت الكبرى .

إن ضرورة الاهتمام بنظام الري بالخطارات كمهارة تقنية تقليدية في المجال ألواحي لتافيلالت، يؤكد أهميتها رغم مختلف النظم المعاصرة للري التي ابتكرها الإنسان المعاصر، لدلالتها على ذكاء الأجداد وسعة حكمتهم التي راكموها عبر السنين، ويبقى الدور على الجيل الجديد الرفع من قيم المنتجات الواحية التي يرجع الفضل فيها إلى نظام الخطارات، ذلك الإرث التاريخي والإنساني الذي طاله الإهمال وعبثت به أطماع الإنسان .. و الواجب اليوم يحتم على المهتمين والمسؤلين إن على مستوى القطاع الفلاحي أو السياحي الحفاظ عليه والتعريف به سياحيا، اعترافا بخدمات الأجداد، وإحياء للقيم الإنسانية، وقنطرة يمكن العبور عليها إلى رحاب التنمية الجمالية و المجالية المستدامة للواحة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق