أخبارمنبر حر

ابدأ دائماً من مَنْ لك عليه قدرةً ..!

ذ. عبد الـه عزوزي

أراك صديقي المواطن مشغولا بقضايا كبرى ليس لك عليها سلطة ..! المنطق يقتضي أن لا تترك تلك القضايا  و المواضيع التي ليس لك لها حيلة، و ليس بين يديْك سلطان عليها أن تحجب عنك القضايا الصغيرة و الدقيقة و القريبة التي بوسعك أن تتحكم فيها، و إذا فعلت فسترى حياتك و محيطك يتغيران بتلك السرعة  وعلى تلك الطريقة التي يحلم بها كل متفائل و محب للحياة .. أعرف أنك تعشق الحرية، و تحب أن تعيش حراً .. لذلك، إذا أخذتَ القرار بالتركيز على ما تستطيع تغييره، فإنك فعلاً إنسانٌ حرٌ، و لست عبداً للمشاهير أو للباحثين عن مال أو جاه .. في هذا الصدد، يمكنك مثلا – و هذا غيض من فيض – أن :

* تتوقف عن تصفح التفاهات فورا، و الإحجام عن التعليق عن تدوينات أصدقائك، بل ستكون قويا – و لك الحق أن تفتخر بنفسك – إذا أغلقت الهاتف و قمت للبحث عن عمل يكسبك احترام الناس و رضى الخالق

* أن تتوقف عن التدخين .. فالتدخين لا يليق بك، و استبعد أن تجد الحكمة،  أو مجرد سداد الرأي، طريقهما للسان و شفتين يعملان كمنصة للقبض على السجائر، قبل أن يكونا منصة لإطلاق الدخان العابر للمجال الجوي الشخصي

* إن كنت بائعاً للخضر، على سبيل المثال لا الحصر، انطلق في مشروعك التغييري (للمجتمع) من تجريد حبات البطاطس من كميات التراب العالق بها، فأنت تعرف أن تلك الأتربة تتسابق مع البطاطا ذاتها إلى كفة الميزان، و لا تخرج منه إلا و قد تساقطت مالا و دراهم من جيوب إخوتك و أخواتك  المتبضعين .. أسمعك تقول أنك بدورك اشتريت الصندوق بأتربته من عند الباعة بالجملة .. لذلك، رجاءً لا تتردد في أن تنقل لهم هذه الجملة، و تطالبهم بأن ينقلوها لعزيزي الفلاح الذي يجد الماء ليسقي البطاطس، و لا يجده ليغسله بها*

* و أنت، عزيزي التلميذ، العالم أخطر و أكبر منك بكثير .. أنه يبدو لك مخيفا، جانحا، و غير منصف على الإطلاق .. هذا الشعور خطير، و له مفعول السم على نموك و معنوياتك، ليس بوسعك أن تفعل شيئاً لفرملة طغيانه و قساوته .. لكن، هناك أشياء يمكنك أن تفعلها أنت الآن لكي تصبح قادراً غداً على كسب ورقة المرور إلى نادي المدافعين عن قيم العدل والمساواة و السلم .. أول تلك الأشياء هم القراءة و المطالعة .. و إلا تحولت إلى قصبة خيزران يابسة يتردد صدى الرياح بين أضلعها المنكسرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق