أخبارالرياضة

وداد السمارة لكرة اليد يجني ثمار سياسة العمل القاعدي والإستراتيجي

هشام العباسي

عشرون سنة من العمل الجاد والتأطير الرياضي يجعل من أشبال الأمس أبطال اليوم بالفريق الأول، ويفوزون بنهائي البطولة الوطنية لكرة اليد ضد نادي الجيش الملكي ويضيفون النجمة الخامسة

منذ عقود لم يكن هناك بمدينة السمارة اهتمام كبير بتكوين اللاعبين في سن مبكرة في المجال الرياضي بصفة عامة، و كرة اليد بصفة خاصة، في ظل غياب مراكز التكوين وانعدام المتابعة للاعبين الموهوبين في سنواتهم الأولى، حيث كان الأمر مقتصرا أساسا على “اكتشاف الصدفة”، و إن وجد يبقى حبيس الهواية .. لكن، كرة اليد الوطنية تطورت على امتداد السنوات الأخيرة الماضية، وباتت تعطي أهمية متزايدة لتكوين اللاعبين في سن مبكرة، ويعتبر التكوين الرياضي من بين أهم استراتيجيات المكتب الجامعي الحالي، الذي اشترط على الأندية الكبرى على وجه الخصوص والممارسة، فالقسم الممتاز استحداث مراكز تكوين من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من اللاعبين الصغار ومساعدتهم على تطوير قدراتهم، وهو ما جسده نادي وداد السمارة من خلال مدرسة تكوين الفئات الصغرى .. يذكر، أن هذا الأخير تأسس سنة 2001 من أجل تأطير شباب الإقليم في هذا النوع من الرياضة، وخلق مناخ رياضي يساهم في تحفيز شباب الإقليم على إبراز مؤهلاتهم وكفاءاتهم، ويتوفر النادي على قاعدة كبيرة من الممارسين في كل الفئات، من بينهم أساتذة، وتلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي والإعدادي، والطلبة من أبناء الإقليم بالجامعات، ولاعبين أجانب

هذا العمل المؤسساتي الجاد الذي صنعه أطر وكفاءات من أبناء مدينة السمارة همهم الوحيد تشريف هذه المدينة في المحافل الوطنية والدولية، أعطى ثماره في السنوات الأخيرة، ولعل مباريات PLAY-OFF المقامة بالدار البيضاء لنيل بطولة المغرب 2019/2020 خير دليل من خلال مشاركة 8 لاعبين من أبناء مدينة السمارة، ومن خريجي مدرسة تكوين اللاعبين بالناد، وأبرزهم إبراهيم أمين، بالإضافة إلى أيوب خيري و حسن الزراري، حمزة الشلاظ، منتصر عين الناس، الحبيب العماج، أشرف الرجعة، ياسين الذهبي كل هؤلاء اللاعبين يشكلون اليوم النواة الأساسية للفريق الأول، بالإضافة للاعبين المحترفين، والجميع بدون استثناء دونوا أسماءهم بسجل الأبطال، الشيء الذي جعل متتبعي كرة اليد الوطنية يرفعون لهم القبعة و يعبرون عن إعجابهم بالعمل الكبير الذي يقوم به النادي في تشريف السمارة، و إبراز طاقاتها المحلية .. ولعل حصيلة المنجزات في ظرف عشرين سنة خير دليل 9 ألقاب وطنية 5 بطولات

4 كؤوس للعرش و ميداليتين نحاسيتين بعصبة الأبطال الإفريقية، و خمس على الصعيد العربي .. كل هذه المنجزات بإمكانيات مادية محدودة جدا، حيث أن المكتب المسير لم يتوصل بأي منحة في السنتين الأخيرتين، ولا وجود لأي محتضن، إلا أن كل هذه الإكراهات لم تمنع من تحقيق نتائج مبهرة في مجال كرة اليد، و تسويق اسم مدينة السمارة وطنيا و قاريا بأفضل طريقة ممكنة، وفي الأخير، لا ننسى عزيمة المكتب المسير التي جعلت من المستحيل حقيقة مدونة في سجلات تاريخ كرة اليد الوطنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق