أخبارمنبر حر

خاطرة: بالكاد أستطيع لملمة انكساراتي ..!

ذ. عبد اللـه عزوزي

بالكاد أستطيع لملمة انكساراتي على أمل الخروج للحياة من جديد بعد تجربة فقد الأم، أمي كانت بالنسبة لي وجودا فوق التعبير  و تعبيرا مباشراً عن آيات اللـه و قدرته .. لقد اجتمع في والدتي رحمها اللـه، و جمعني و إياها مع إمام المرسلين والمؤمنين به في جنات النعيم، ما تفرق في كل والدة .. كانت لي مصدر إيمان، و حكمة، و شكر، و صبر  و أمل  .. كانت تبدو لي صعاب الحياة إبان وجودها هينة و تافهة .. كان طيفها يسكنني ليلا و يرافقني نهارا لدرجة لم أتصور يوماً أني كنت أعيش بعيدا عنها ..!

و لأن الموت حق، فإن مرارة الفراق التي يحملها على أجنحته، تنتهي بأن تكون برداً و سلاما على قلوب المكلومين، بل رحمة و سكينة يُظلُّ بها الرحمان عباده ..  و الموت مهما خافت منه الأنفس و طلبت تأجيله، إلا أن فيه آيات و معجزات جديرةٌ بأن نعيش لها و بها يوميا لقدرتها على تطهيرنا و تجديدنا و تأهيلنا على تجاوز كل مشكل وعقبة، بعد هذه التجربة تأكد لي أن الموت و الحياة -من زاوية ما- لهما نفس القدرة .. القدرة على تسليط الضوء على بعضهما البعض، و بشكل تبادلي وعلائقي، فكل حياة تستحضر مآل الموت، و كل موت يسلط الضوء على تجربة حياة

فضلا عن هذا، فإن الموت يجمع الخلق و يوحدهم، كما توحدهم الحياة (أي سعيهم المشترك نحو الحياة و الاستمتاع بها)، ليس فقط داخل الحي الواحد أو القرية أو المدينة الواحدة، بل يقينا داخل كل القارات و بين كافة الأجناس .. سأتذكر كيف عاشت أمي حياتها في قرية بجماعة الوردززاغ – مثال وطني للإقصاء و للتهميش التنموي و الاجتماعي– لكن، حضي رحيلها بتعازي من جنسيات عدة تقطن بمختلف أرجاء المعمور، لقد ملأت العالم نوراً و إشعاعاً

سوف لن أتطرق في ذكر خصال و مكارم أمي .. لكن، سأكتفي بالقول أن أمي كانت نموذجا للتقوى و استحضار معية اللـه .. كثيراً ما كانت تفاجئي بأقوال و حكم – و هي التي لم تلج المدرسة قطٌّ – سبقهم إليها أدباء و مفكرون، و منهم وليام شكسبير، فكنت أقول في نفسي “لو درستْ أمي، لحكمت العالم ..!”

ملحوظة : الخاطرة لم تكتمل بعد، كنت سأؤجل النشر إلى حين اكتمال النص .. لكن، تجنبا للإطالة قررت نشرها في هذا الحجم

دمتم بخير و السلام عليكم

ِ  ِ  {{كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ}}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق