أخباررسالة موجهة إلى ...

مناشدة من طلبة المدرسة العسكرية بأهرمومو إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه اللـه وخلد في الصالحين ذكراه

محمد الساقي

مولاي أمير المؤمنين و حامي حمى الملة و الدين، يتشرف خادم أعتابكم الشريفة محمد فرسان برفع هذا النداء لجلالتكم، راجيا من العلي القدير أن تصلكم هذه الرسالة فأنتم أعزكم اللـه ملاذنا الذي به يرفع المولى عز وجل الظلم والحيف عن رعاياكم في المملكة المغربية الشريفة

 مولاي صاحب الجلالة

 كما تعلمون حفظكم اللـه أنه و خلال الانقلاب الفاشل الذي قاده الكولونيل اعبابو، مدير المدرسة العسكرية بأهرمومو لفائدة البعض من قادة الجيش، الذين خانوا الوطن و نكثوا البيعة التي هي في أعناقهم لولي الأمر آنذاك، المغفور له الحسن الثاني، طيب اللـه ثراه، عبر توظيف الطلبة الأبرياء، الذين كانوا يعتقدون أنهم في مهمة تدريبية لا غير، لأن الكولونيل اعبابو كان يعلم علم اليقين، أن الطلبة سيتمردون عليه إن أخبرهم بنواياه الخبيثة .. وبالتالي، سيقبضون عليه و يقدمونه في أغلاله للملك الراحل الحسن الثاني تغمده اللـه بواسع رحمته .. لكن، الأقدار شاءت أن تزهق أرواح بريئة بسبب الجشع و حب السلطة و الطمع في كرسي الحكم، الذي داعب أحلام بعض كبار ضباط القوات المسلحة الملكية، و رغم كل المخططات الجهنمية، فإن ألطاف اللـه تعالى أفشلت حيلهم و مكرهم السيئ بفضل يقظة والدكم قدس اللـه روحه و حسن تدبيره و تقديره للأمور، وكذلك بفضل طلبة المدرسة العسكرية بأهرمومو، الذين رفضوا الانصياع للأوامر الغاشمة بعدما تبينت النوايا الحقيقية للكولونيل اعبابو و من يقف خلفه؛ فشل الانقلاب العسكري وقُتِلَ مدبروه لتبدأ بعد ذلك الملاحقات و الاعتقالات و الاختطاف في حق الطلبة الأبرياء، الذين تم الزج بهم في غياهب السجون، حيث تنعدم أبسط الشروط للحياة في أدنى مراتبها مع ما رافق ذلك من صنوف التعذيب الجسدي و النفسي للطلبة الأبرياء، و رغم أن المحكمة العسكرية قضت ببراءتهم، كما أكد على ذلك المغفور له الحسن الثاني، إلا أن مسلسل التضييق و التجويع بقي ماثلا، فلم تنته فصوله طيلة سنوات الجمر و الرصاص، التي انتهت بعد معاناة شديدة الوقع علينا من جميع النواحي، سواء الصحية أو النفسية أو المادية أو الاجتماعية؛ و حينما فتحت المملكة المغربية الشريفة التي تتربعون على عرشها أبواب المصالحة والإنصاف، استبشرنا خيرا .. خصوصا، بعدما تم الشروع في جبر الضرر و إعادة الاعتبار لكل الفئات التي انتهكت حقوقها بفعل تجاوزات المسؤولين وإحكام قبضتهم الحديدية على العباد والبلاد، تحت غطاء حماية أمن الوطن، و كنا نحن طلبة المدرسة العسكرية بأهرمومو إحدى تلك الفئات التي استفادت من مسطرة جبر الضرر في إطار المصالحة الوطنية، غير أنه

يا صاحب الجلالة والمهابة، لا تزال هناك العديد من الملفات العالقة، التي لم يتم تسويتها كما يجب إلى حدود الساعة، حيث نسجل وباستهجان تباطؤ المجلس الوطني لحقوق الإنسان في التعامل مع قضايانا المصيرية و تلكؤه في معالجة ما تبقى من الملفات .. لذا، فإننا نلتمس من جلالتكم التدخل بشكل مباشر لرفع الحيف الذي طالنا ولا يزال بسبب عدم الاستفادة مما تبقى من حقوقنا .. علما أننا في أمس الحاجة لتلك التعويضات بعدما هرمنا و اشتعلت رؤوسنا شيبا و وهن العظم منا

ختاما، نجدد لكم يا مولانا المؤيد باللـه فروض الطاعة والولاء و نرفع أكف الضراعة للباري عز و جل بأن يحفظكم بما حفظ به الذكر الحكيم، و أن يقر عينكم بصاحب السمو الملكي ولي العهد مولاي الحسن و بأخته الأميرة للاخديجة، ويديم عليكم نعمة الصحة والعافية وعلى الأسرة العلوية الشريفة جمعاء، إنه ولي ذلك و القادر عليه و السلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق