أخبارمجتمع

هجرة من وطن إلى وطن داخل الوطن .. مؤشرات و دلالات ..!

ذ. عبد اللـه عزوزي

حدث الذي حدث اليوم في محيط مدينة تحتضن أكبر و أحدث ميناء، و بها أوسع شبكة من شركات الكابلاج و النسيج و تركيب السيارات…، و الوجهة التي يهوي إليها فؤاد البراق كل مساء

و هي بدون منازع ثاني مدينة بعد الرباط يعشقها الساسة و رؤساء المحميات الحزبية، لدرجة أن أحدهم كان قد وعد بإنشاء مدينة صينية (و ليست مغربية) بها ..!

أبناء المدينة و نواحيها نسوا حليب الوطن اليوم و هتفوا بلسان كطلاني مبين “تحيا إسبانيا”، في جو احتفالي تغمره البهجة و الانعتاق

يحدث هذا و المغاربة ينتظرون مخرجات النموذج التنموي، و يستعدون للذهاب إلى صنادق الاقتراع لاختيار من يمثلهم طيلة الخمس السنوات القادمة ..!

شيء ما ليس على ما يرام في هذا المجتمع.. و الناس بين مُحترق بنار إخوانه التي لا ترحم و مفلس بسياسة بلاده التي لا تتعض… إذ انتقلنا في ظرفية وجيزة من برباغاندا “بلد الاستقبال” لمواطني بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، إلى بلد ضاق ذرعا بليغا بأبنائه فضاقوا به ذرعا بريئاً..، فتدحرج إلى نفس مستوى التنمية ببلدان أشقائه الأفارقة

هجرة ما يربو عن 2700 طفل و شاب مغربي، كدفعة أولى، نحو سبتة/اسبانيا/أوروبا يجب أن يستنفر الجميع، و في طليعتهم أولائك الذين احترفوا — و لو عن حسن نية — الكلام عن الأرقام، و المشاريع، و المهرجانات،و الأصوات، و الانتقال الديموقراطي، و التغطية الصحية، و التشغيل (بالتعاقد) .. !

فحتى لو استطاعت سِنَةُ السعي و راء القوت اليومي أن تنال من وعي و شعور المواطنين، فإن الواقع و وقائعه اليومية ستكون يوميا بالمرصاد للذين يريدون أن ينمو المجتمع و يتقدم بالكلام، و ليس بالجد و المعقول و النزاهة و تمكين المواطنين من حقهم في الرقي العلمي و الاجتماعي و السياسي ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق