أخبارملفات و قضايا

الحكومة الجديدة وحاجتها إلى الحوار المجتمعي قبل تنفيذ قراراتها

يظهر من السرعة التي أصبحت عليها الاحتجاجات في مختلف المدن المغربية، وقوة الشعارات المرفوعة، أن سقف المطالب يمكن أن يعرف التصعيد .. خصوصا، بعد أن أهملت الحكومة واجب الحوار مع المجتمع ورهاناتها على توقف الاحتقان الاجتماعي بدون الاستجابة لأي طلب، ولا يعرف المستقبل وتداعيات هذه الاحتجاجات بالنسبة للحكومة الجديدة، التي تعتقد أنها على حق في مواقفها من ردود الشارع .. خصوصا، بالنسبة للوزراء الذين رُفضت قراراتهم الأولى من قبل عموم المواطنين، الذين يؤكدون على ضرورة مواصلة الاحتجاجات، التي قد تصل إلى المطالبة برحيل هذه الحكومة، التي يعتقد رئيسها أخنوش أنها سيئة الحظ في تعامل الشعب مع برامج أعمالها الواعدة، التي ستنقل الواقع المغربي إلى شاطئ النجاة، وأنها في حاجة إلى ثقة المواطنين وصبرهم حتى تبرز ثمار عملها

إن الحكومة الجديدة في تماديها في تنفيذ قراراتها المرفوضة من السواد الأعظم من الفئات الهشة المتضررة، سيكون على المغاربة إعمال النظر والمقاربة المعمقة لما سيتم التنصيص عليه في محتوى النموذج التنموي، الذي سيرهن الوطن لعقد من الزمن، وعلى الأحزاب والنقابات والمستقلين الذين فازوا بالانتخابات الأخيرة، وضع ما عليه الوطن في جميع المجالات فوق الطاولة، وفحص ما تم طرحه من برامج ومشاريع في عشرية حزب العدالة والتنمية، قبل تقديم الحلول والمعالجات التي يؤكد عليها النموذج التنموي في القطاعات الإنتاجية والخدماتية والتدبيرية، ونهج الحلول للغة الوضوح في اختيار ومناقشة ما ينتظر من البرامج الانتخابية بالاستئناس إلى محاور وأهداف النموذج التنموي، وانتقاء خلاصات التعاطي الإيجابي المبني على طرح المشاريع الأكثر ملائمة وتجاوبا مع انتظارات المواطنين في هذه البرامج الانتخابية، والحرص على أن تكون الحملة الانتخابية مناسبة للدفع الإيجابي بالنقاش والحوار المسؤول المطلوب اتجاه برامج المشاركين في الانتخابات، على ضوء توجيهات النموذج التنموي الجديد، الذي يظل ورقة توجيهية التي ستقوم به الأغلبية والمعارضة لترجمته على أرض الواقع

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نبخس اجتهادات من يضعون مصالح الوطن ضمن أولوياتهم في التفكير والتحليل والتخطيط، كما فعلت لجنة النموذج التنموي مؤخرا، التي مع كامل الأسف، لم توسع الحوار المجتمعي مع كافة الفعاليات المجتمعية المتحركة في مجالها الجمعوي أو النقابي أو الحزبي .. ونظن، أنه بمجرد التزام من وصلوا إلى الحكومة الحالية سيكون عليهم في النموذج التنموي الجديد استحضار أهمية حصول الموافقة والرضا المجتمعي على الاجتهادات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والفكرية، حيث سيتاح للجنة ومن سيظل منها متابعا لبرامج التنفيذ ما يجب أن يتم إنجازه منها .. علما، أن عمليات التفكير والتحليل والتخطيط تحتاج دائما إلى إعادة النظر في كل المحتوى والمنهج والأجندة التي توضح فيها كمشاريع للتقدم والتطور المستقبلي

إن التجربة التي قادها حزب العدالة والتنمية، كشف بالملموس افتقار أصحابها إلى الرؤيا الصحيحة للواقع والمنظور

إن المغاربة العاشقون للحرية والحكامة في التنمية، يرفضون استمرار من يتجاهلون مشروعية مطالبهم في الصحة والتعليم والعدل والشغل والسكن والأمن، وهم ليسوا ضد الحملة الاحترازية لمواجهة كوفيد 19 ومتحوراته .. و فرض إجبارية جواز التلقيح التي يصر وزير الصحة والحماية الاجتماعية في حكومة أخنوش، ورئيس اللجنة العلمية على استمرار العمل بها لا يمكنه إفساد ثقة المغاربة في المجهود الوطني المبذول في شأن التلقيح، رغم ما يلاحظ من قصور فيه ومواجهة تداعياته الصحية و الاقتصادية والاجتماعية .. ونظن، أن الاحتكام إلى العقل وإلى فضيلة الحوار يمكنمها أن يجنبا المغرب كل ما يمكن أن يساعد خصومه على ترجمة وتفعيل مؤامراتهم    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق