أحداث دوليةأخبار

“كابرانات” الجزائر والإصرار على رفض مغربية الصحراء وشرعية الحكم الذاتي .. !

بالملموس لا يمضي يوما دون أن يجتهد حكام الجزائر ضد حل الحكم الذاتي للصحراء المغربية، مما يدعو إلى السخرية بنمط التفكير التحرري، الذي يستهدف به “الكابرانات” في الوقت الذي توجد فيه خلافات عميقة بين دول الاتحاد الإفريقي باتجاه هذا المشكل المفتعل، المهدد لوحدة الاتحاد، وتضامن شعوبه، وقد أحسن جلالة الملك محمد السادس بابتعاد أي تفاوض حول مغربية الصحراء، التي يتزايد الاعتراف بمغربيتها وسط إفريقيا وبقية العالم

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعي جيدا حجم المؤامرات التي لم تنته بعد من قبل إسبانيا وفرنسا والجزائر وألمانيا، مع اعتراف شعوبها بالواقع التاريخي والسياسي للصحراء المغربية، الذي لن يدخر المغرب جهدا من أجل فرض مشروعية مغربيتها، التي يوجد الإجماع العالمي حولها .. ونظن، أن خطوات البناء والدفاع، التي يقوم بها المغرب في حدوده الشرقية والغربية لتأمين عودة الصحراء إلى وطنها، تستحق الإشادة والتنويه، رغم رهانات نظام الجزائر على ما يمكن أن تقدمه دبلوماسيتها، التي تعتمد على السخاء في الدعـم المادي لشراء مواقف خصوم المغرب

لن نكون في المغرب، إلا من الذين بنوا عظمة تاريخه السياسي والحضاري منذ القرن الرابع عشر .. ولن نكون أقل وطنية من كل أبنائه، الذين استرخصوا حياتهم دفاعا عن حريته واستقلاله، في ظل التنافس الاستعماري العالمي، الذي لم يتمكن من الوطن إلا في بداية القـرن 20، الذي تحرر منه في النصف الثاني من هذا القرن، فبالأحرى أن يطرح اليوم مصير هذا الجزء الصحراوي منه، الذي كان يربط بين الوطن وبلاد إفريقيا، سواء أثناء امتداد جغرافيته في عهد المرابطين والموحدين، والذي لم يتوقف في عهد المؤامرات الاستعمارية الفرنسية والإسبانية الحديثة، والتي ظل التواصل الحضاري لسكانه مع بقية المغاربة في المناطق الحنوبية والغربية والشرقية والشمالية، بما في ذلك علاقات البيعة لسلاطين المغرب فيما بعد

إن ما يتم في الأرض المغربية المسترجعة بالمسيرة الخضراء المظفرة، واتفاقية الجلاء الإسباني في عـام 1979، يبرر أن حرص الوطن في رفض أي تأويل خاطئ للتاريخ ولمضمون اتفاقية الجلاء التي أكدت محكمة لاهـاي على وجود علاقات البيعة بين المغرب وسكان الصحراء المغربية الجنوبية، التي تعمل الجزائر دائما على عرقلة أي مجهود دولي يقضي إلى الاعتراف بقوة الحل السيادي، الذي اقترحه المغرب، ومع توالي خطوات الدبلوماسية المغربية النشيطة، يتبين عمق فشـل أطروحات خصوم قضية الوحدة الترابية، حيث يتجلى بوضوح استعداد الكثير من الدول على مراجعة مواقفها اتجاه القضية في المستقبل

إن خطوات المغرب التنموية في صحرائه، أكدت للعالم أجمع عن قوة مساعيه على إدماج صحرائه في وطنها، عبر السياسات التنموية والبعيدة المدى، التي تؤكد على قوة الإرادة في إقرار الواقع المغربي على أرضه التي يحاول الخصوم باستمرار التشويش عليها، ويوظفون فيها حتى المغرر بهم الذين لا يزالون يحلمون بنجاح المخطط الانفصالي في الصحراء المغربية، الذي لا أمل في نجاحه، كما توضح الأوضاع المرحلية ذلك، والذي يتبين نجاحه في وجود تعبئة وطنية حقيقية تتبنى أهدافا تحررية، ليس في المنطقة فقط، بل في كل اتحاد المغرب العربي، الذي لا يزال حبرا على ورق حتى اليوم، ويعمل “كابرانات” الجزائر على عرقلة تحول الأهداف التي تأسس من أجلها إلى واقع معاش وملموس في حياة شعوب الاتحاد

إن شعوب المغرب العربي في حاجة ماسة لمراجعة سياسة أنظمتها لصالح التنمية والوحدة والمصير المشترك، وتقوية علاقات التعاون وحسن الجوار في إطار المتاح من عوامل طي صفحة هذا الحاضر، الذي تخيم عليه سحب عـدم الثقة والتوتر التي لا تخدم أحدا، سيما أن شعوب المغرب العربي تعبر عن هذا الانشغال بِهَمِّ الارتقاء بالمغرب العربي إلى أن يكون متكاملا ومتحمسا لكل نمط سياسي واقتصادي، يحقق الآمال التي لا تزال شعوب المغرب العربي تؤمن بها رغم كل العراقيل التي تعترض شعارات الوحدة والسلام والتعاون بين دوله في الظرف الراهن    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق