أخبارمنبر حر

ریان صعد من الجب .. فمتی نصعد نحن منه ..؟

نزيهة ماشيش

حادثة الطفل ریان ذو الخمسة سنوات فقط، والذی لقي حتفه ببئر تقلیدیة محاذیة لمنزله، وقع بھا و وقعنا معه ۰ظل الصغیر یقاوم تحت الأرض لأیام متحدیا حالته الصحیة والجیولوجیا والطقس والزمن وکل الحسابات الریاضیة

الحادث حول أنظار العالم أجمع لھذہ القریة الھادئة علی مشارف مدینة شفشاون، والتی بالأکید لم یکن أحد لیعرفھا لولاہ ..!

جندت الدولة کل مؤسساتھا .. سخرت کل إِمکانیاتھا وتجھیزاتھا بمتابعة شخصیة من جلالة الملک محمد السادس، الذی تابع أولا بأول کل التفاصیل الواردۃ من الأعماق

من جھتھا، ساھمت التکنولوجیا، و وسائل التواصل الاجتماعیة لحد کبیر فی نقل الصورۃ والخبر بوقتھما وعلی المباشر .. الأمر الذی لم یخلو من مغالطات وتضاربات فی الأخبار بین الحین والآخر، الأمر الطبیعی فی ظل ھکذا ظروف استثنائیة؛ غیاب المعلومة أوالتکتم علیھا .. خصوصا، مع اقتراب عملیة الإنقاذ من نھایتھا، وھو الوقت الذی کان الصبی فیه قد فارق الحیاۃ

ریان، أیقظ الإنسانية بدا العالم الملیء بالکروب والحروب والضغائن .. ریان أذاب جلید الصراعات والاختلافات الإیدیولوجیة بیننا وبین العدید من الدول، وعلی رأسھا الجزائر، ففي وقت من الأوقات أصبح البعض یتساءل عن جنسیة الصبی أمغربیة، أم جزائریة ..؟ تابعوہ، دعوا له، ونعوہ وبکوہ .. رموا کل خلاف جانبا

ریان أحیی فينا قیم التضامن، أرجع للإنسانية وعیھا .. أدخلنا طواعیة جب ذاک، الذی لا أظننا قادرین علی الخروج منه إلا بعد زمن ..!

قضیة الطفل ریان، فتحت أعیننا علی واقع الھوامش، بعیدا عن المرکز .. والحل ھو توفیر شروط العیش الکریم، وتقریب الخدمات من المواطنین بالقری والمداشر

حقیقة أن الدولة لم تتدخر جھدا لإنقاذہ، أذکی الحس الوطنی بکل المغاربة، وجعلھم یفتخرون ببلدھم  رغم النھایۃ المحزنة .. !

صحاف, العالم أشادت بتلك المجھودات المبذول, لإنقاذ الصبی .. ولعل أبرز عناوین الصحاف, العالمية والتی ستظل عالقة بأذھاننا کلما تذکرنا الطفل ریان .. قولھم أن المغرب أزاح جبلا لانقاد ابنه .. وکذلک کان

ریان صعد  من الجب .. بفضل جھود متضافرۃ لدولة بکل مکوناتنا، وبدعوات الجمیع .. ملکا وشعبا .. لکن، متی نستطیع نحن الصعود ..؟ متی نستطیع تجاوز الصدمۃ ..؟ وما أبشع الصدمات القادمۃ مباشرۃ بعد فرحۃ کبیرۃ منتظرۃ بشغف ..!

رحمک اللـه ریان ..!

ستظل حیا بقلوبنا وبذاکرۃ العالم أجمع۰ شکرا على كل الدروس التی لقنتنا إياها قبل رحیلک

إنا للـه وانأ إليہ راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق