أخبارللمستقلة رأينافذة على الثقافة و الفن

الأعمال الفنية الرمضانية وإصرار دار البريهي و تلفزة عين السبع على الضحك على المغاربة

على امتدادا شهر الصيام لم يقدم المسؤولون عن الإعلام الرسمي التلفزيوني ما يقنع المغاربة بتغيير النهج السائد في تقديم الأفضل من المسلسلات والبرامج الثقافية، التي يحتاج إليها المغاربة في شهر رمضان الكريم .. ونظن أن ما قدمه المسؤولون عن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية هيمن عليه المضمون التافه، سواء في النصوص أو الإخراج أو التمثيل، الذي حافظ فيه المسؤولون عن القطب الإعلامي الوطني على التفاهة و تسويق الحمولات العبثية الهزيلة، مما يؤكد أن السكيتشات والمسلسلات والسكتومات التلفزيونية التي شاهدها المغاربة لم يشعروا فيها بتطور الكتابة في مضامينها، مما جعلهم يهاجرون إلى المسلسلات التركية والخليجية

لم تتمكن دار لقمان من تجاوز ثقافة “كور واعطي لعور” التي لوحظت في المسلسلات والسكتومات التي قدمت في أوقات الذروة (ك. أولاد يزة  .. آش هذا .. جيب داركم و جوج وجوه إلخ …) أو في المسلسلات الهزلية التي قدمت في أوقات الإفطار، الشيء الذي يؤكد على أن الأعمال الفنية والدرامية لم تضف جديدا إلى المشاهد المغربي، مما يدل على أن المسؤولين لم يستوعبوا هجرة المغاربة إلى القنوات الأجنبية رغم مشاركة النخبة التي وجدت نفسها عاجزة على إقناع المغاربة بمواهبها وثقافتها الفنية، التي وصل بعضها إلى المستوى الرخيص، الذي لا يمكن الاستئناس به في القول على أن رمضان 1445/2024 يشكل مرحلة جديدة في تاريخ التلفزيون المغربي، رغم ما أنفق على جميع الأعمال التي لم تخرج عن الثقافة المعتادة في هذه المناسبة الدينية .. وبالتالي، أن البرامج التي تم تقديمها عبرت بالملموس عن الهزال وعدم احترام المشاهد الذي كان يترقب التغيير والتحرر من السلبية التي استهدفت العقل المغربي و وعيه العفوي في كل الأعمال التي تم تقديمها

ما يمكن استخلاصه، أن دار لقمان لا زالت على حالها إنتاجا وتسويقا لما لا يتجاوب مع رغبات المغاربة في هذا الشهر ..  وبالتالي، لا يمكن إلا أن نقول لكل الأطراف التي أشرفت على هذه المهزلة الرمضانية أنه يجب تغيير المسار واحترام ما يطرحه المتتبعون للإنتاج الإعلامي في رمضان، الذي لم تتقدم فيه القنوات التلفزية العمومية والخاصة بما يمكن الاستئناس به من أن رمضان 2024 كان مختلفا وجريئا في ما يحتاج إليه المغاربة من تنوير وترفيه جاد .. وهذا ما يشعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على القول بأن الأعمال الفنية في هذا الشهر الكريم تحتاج إلى الجرأة والمعرفة التي تثير المواطنين على الارتباط بالقنوات المغربية والحماس في متابعتها، وأن هذا الواقع الثقافي لن يحصل على دعم المغاربة إذا ما استمر على هذا النهج الاستهلاكي البسيط، الذي لم يتحرر من الأمراض التي يعاني منها .. وأخيرا، نهمس في آذان كل المسؤولين عن الشأن الثقافي، من أن النهج السائد لا يمكن أن يكون في مستوى جودة وقوة ما قدمته القنوات التلفوزية الأجنبية التي لا زال المغاربة ملتزمين بمشاهدتها    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق