للمستقلة رأي

المواقف الصحفية الانتهازية تجرد صاحبها من الشرعية المهنية يا عبد اللـه البقالي ..!

%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%8a

قد يكون هجوم جريدة الصباح على الرئيس الحالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، مجرد سلوك انفعالي عابر، سرعان ما يجد المعنيون به سبل تجاوزه سريعا، لكن الذي لا يمكن أن يقبل في هذه النازلة، هو أن يكون عبد اللـه البقالي خارج الحد الأدنى من المصداقية التي يجب أن يكون عليها دفاعه عن رئيس الحكومة المكلف إلى الدرجة التي يهدد فيها من يختلفون فيها معه في هذا الدفاع المخدوم لحاجة في نفس صاحبه الذي يترقب أن يكون من الفريق الاستقلالي الذي سيشارك في الحكومة المقبلة.

لا يهمنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، موضوع الخلاف بين البقالي وجريدة الصباح، التي رفعت من سقف خلافاتها معه إلى اتهامه بالبحث عن منصب حكومي، فقد تكون هناك مبررات غير ممكنة لهذا الخلاف الطارئ، بعد أن فتحت الجريدة المذكورة صفحاتها للبقالي حول هذا الموضوع المرتبط بأزمة تشكيل الحكومة من قبل الحزب الفائز بصدارة نتائج الانتخاب البرلماني الأخير، لكن أن يخرج عبد اللـه البقالي عن السطر وعن ما يجب أن يكون عليه دفاعه الدعائي عن التحالف بين حزبه والحزب الفائز بالانتخاب، فهذا ما لا يقبل منه، وإن أراد استعراض العضلات على إخوانه في المهنة، فهذا لا يليق بموقعه النقابي والصحفي على الإطلاق، وحاشى أن يصل إلى ذلك من خلال ما نعرف عنه من صفات الاتزان والوضوح والنزاهة.

حينما عنونا مقالنا هذا للتعليق على الخلاف بين البقالي وجريدة الصباح، فنحن على علم بأن الجريدة المذكورة غير معصومة من الوقوع في الخطأ، واستعمال نفس المبررات للنيل من البقالي، أو نتجاهل من تمثل في المجال الصحفي والإعلامي، أو يمكن أن يخدعنا تناولها المخدوم أيضا لموضوع الخلاف، أو لا نعرف ما تمثله في المشهد الإعلامي والصحفي الخاص .. وسنقول من موقعنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن موضوع الخلاف يراد به تمرير الرسالة لحزب الاستقلال من قبل خصومه من رجال المال والصناعة والتجارة عبر تنبيه الصحفي والنقيب عبد اللـه البقالي حتى لا يكون التحالف في صالح حزب العدالة والتنمية الذي يريد مشاركة الأحزاب بدون شروط مسبقة.

بكل أمانة، يجب على الحزب المكلف بتشكيل الحكومة أن يواجه “البلوكاج” الذي يعترض تحقيق التحالف الحكومي الضروري لولادة الحكومة .. وأن يعرض على محاوريه البرنامج الذي سيوجه أداء الحكومة طيلة ولايتها التشريعية .. وأن يحدد الأهداف الكبرى التي سترهن المشروع التنموي الذي ستقوم الحكومة بإنجازه .. أما تأجيل ذلك، والحرص على اقتراح القبول بالمشاركة، بناء على البرنامج الذي نجح به الحزب الذي لم يتجاوز التعبير عن الالتزام بالمبادئ العامة، التي تختزل شعار محاربة الفساد والاستبداد بدون توضيح ذلك في المشاريع القطاعية والشمولية التي سيتم فيها اختيار هذه المبادئ، فهذا هو مربط الفرس الذي يؤخر انخراط حتى أحزاب الكتلة على المشاركة في الحكومة المقبلة .. وبالتالي، فإن غياب الوضوح في البرنامج الذي يتبناه الحزب الفائز، وعدم وجود الرؤيا الواضحة والبرنامج التنموي الفاعل، والإنجاز هو الذي يطرح “البلوكاج” الراهن، الذي أفشل المشاورات التي تمت حتى الآن، حيث لا يبدو أن هناك حماس متوقع في ظل هذا الالتباس الذي يعرقل ميلاد حكومة الأغلبية النسبية في مواجهة المعارضة التي سيقودها حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أعلن قبل الانتخاب البرلماني عن إقدامه عليها، فبالأحرى في الواقع الجديد بعد إعلان النتائج، وتكليف رئيس الحكومة المنتهية ولايتها بهذه المهمة.

بالنسبة للخلاف المفتوح بين البقالي وجريدة الصباح، فهو لن يتعدى التراشق الصحفي الذي لن تكون له آثار على الحوار المفتوح حول قضية الحكومة، وحتى إن كان البقالي سيعجل بالخلاف للضغط المبكر على حزبه من موقعه كرئيس للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المقبل، فهذا يخصه وله الحق كمناضل في حزبه أن يتحرك من أجل نصيبه في الكعكعة الحكومية إذا دخلها حزب الاستقلال.

حتى لا نكون منحازين لهذا أو ذاك، نقول إن المواقف الصحفية الانتهازية تجرد صاحبها من الشرعية المهنية المطلوبة .. لذلك، ننصح طرفي الخلاف أن يحترما الانتماء إلى الإعلام والصحافة، وأن يدافعا عن قناعاتهما بدون هذه المزايدات الرخيصة التي تعكس حقيقة ما عبرنا عنه اتجاه هذه الانتهازية التي بدأت تطفو على السطح الصحفي والإعلامي دون أن تحترما الحد الأدنى المطلوب منهما في هذه المواجهة التي تفضحهما معا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق