أخبارمتفرقات

مكتبة الإمام علي بتارودانت، حيث تسكن المعرفة وتتنفس المخطوطات

 

 

 

تارودانت – عزيز المكاوي

في قلب مدينة تارودانت، وداخل أسوار ثانوية محمد الخامس، تستقر مكتبة الإمام علي كجوهرة نفيسة مخفية عن صخب الحياة .. لكنها، مشعةٌ لكل من يهوى الغوص في أعماق المعرفة الأصيلة، ليست مجرد مكتبة، بل هي خزّان الذاكرة الثقافية والعلمية للمنطقة، وعنوان لزمنٍ كانت فيه الكلمة أعظم من السيف 

أنشئت مكتبة الإمام علي لتكون مركز إشعاع علمي وتربوي، فجمعت بين دفّتيها كتبًا نادرة ومخطوطات قيّمة، بعضها يعود إلى القرون الهجرية الأولى، تتنوع بين الفقه، والنحو، والتاريخ، والطب، والفلك، والتصوف .. هي مأوى لمؤلفات كتبها علماء من سوس العالمة، بل ومنهم من تتلمذ في مدارس تارودانت القديمة

خلال زيارتنا، قادنا الأستاذ مصطفى الميموني، محافظ المكتبة، في جولة معرفية ماتعة .. تحدث بإعجاب عن مخطوطات فريدة تحتضنها الرفوف، كما وقفنا أمام وثيقة مذهلة تحمل توقيع العلامة المختار السوسي في الدفتر الذهبي، كتبها بخط يده حين زار المكتبة ..  تاركًا بصمته في سجلٍ بات اليوم وثيقة تاريخية بحد ذاته

ولعل ما يزيد المكتبة بهاءً، هو اهتمامها بالموروث المحلي، حيث تضم كتابات و وثائق حول أعلام تارودانت، من بينهم الفقيه محمد المدني، والشيخ سيدي الحاج علي التارودانتي، وغيرهم من الأسماء التي ساهمت في بناء المشهد الثقافي للمنطقة

مكتبة الإمام علي اليوم، ليست فقط ركنًا من أركان المعرفة، بل هي دعوة مفتوحة لكل تلميذ، وباحث، وعاشق للكتب، ليكتشف جزءًا من تاريخ المغرب المخفي بين الصفحات، وليشعر بدفء الحبر، وهمس الأوراق القديمة، ونور الفكر الأصيل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق