
في واقعة مأساوية مؤلمة اختفى الشاب المغربي مروان المقدم، البالغ من العمر عشرين عامًا، المنحدر من مدينة الحسيمة، في ظروف غامضة على متن باخرة تابعة لشركة أرماس الإسبانية، خلال رحلة بحرية، انطلقت يوم 20 أبريل 2024 من ميناء بني أنصار بالناظور نحو ميناء موتريل بإسبانيا .. الشاب مروان الذي كان يحلم بمستقبل أفضل، اختفى دون أثر بعد أن تم التأكد من مغادرته التراب الوطني، دون أن يُسجّل وصوله إلى الضفة الأخرى، مما أدخل أسرته في دوامة من الحزن والقلق والأسئلة التي لا تجد لها جوابًا
تتزايد الشكوك حول هذه القضية بعد ظهور شهادة مثيرة لإحدى الراكبات على متن السفينة ذاتها، تحدثت فيها عن وقوع شجار بين مروان وأحد أفراد طاقم الباخرة، انتهى بسقوطه مغشيًا عليه، ليتم نقله من طرف أفراد الطاقم دون أن يُشاهد مجددًا، في وقت كانت فيه كاميرات المراقبة على السفينة معطلة بالكامل، مما يزيد من الريبة والغموض .. إنّ غياب الشفافية من طرف الشركة الناقلة، وتراخي السلطات الإسبانية في كشف الحقيقة، يزيد من جراح العائلة وعموم المواطنين المغاربة الذين يتابعون هذه الحادثة بقلق شديد
أمام خطورة هذا الحادث الإنساني، الذي يمس مواطنًا مغربيًا بريئًا، فإننا نرفع نداءً مستعجلًا وصادقًا إلى مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بصفته الراعي الأول لحقوق رعاياه داخل أرض الوطن وخارجه، للتفضل بالتدخل الفوري والسامي لإعطاء أوامره السديدة للجهات المختصة قصد فتح تحقيق رسمي شامل على أعلى مستوى ديبلوماسي وقضائي، والتواصل العاجل مع السلطات الإسبانية من أجل جلاء الحقيقة وتحديد مصير هذا الشاب المفقود
يا صاحب الجلالة، إن أسرة مروان وأبناء شعبكم الأوفياء يعلقون آمالًا كبرى على رعايتكم المولوية وحنوكم الأبوي، بعد أن سدت في وجوههم السبل، فلا ملجأ لهم بعد الله إلا جلالتكم .. نناشدكم يا مولاي بكل أمل، أن تأمروا بالتحرك الفوري لإنصاف هذا المواطن وإعادة الطمأنينة لأسرته، وتوجيه رسالة واضحة مفادها أن كرامة المواطن المغربي لا تُساوم، وأن أمنه وسلامته فوق كل اعتبار، سواء داخل الوطن أو خارجه
حفظكم الله يا مولاي، وأدامكم حاميًا للوطن ورمزًا للعدل والرحمة، ونصركم وسدد خطاكم