للمستقلة رأي

كتاب للـه ثم للتاريخ والكشف عن فضائح الشيعة الإثنا عشرية ..

جسدت الخلاصات التي نشرتها جريدة “المساء” قراءة في كتاب للـه ثم للتاريخ، لصاحبه حسين الموسوي، ضجة مدوية للتيار الشعبي في إيران من خلال ما قدمته من معطيات عن المسكوت عنه في الحوزات الشيعية، وفي السلوكات الاجتماعية والأخلاقية، التي يتبناها كبار أئمة الشيعة والمعرفة في الفساد الأخلاقي والديني والاقتصادي والثقافي، وفي طليعتهم الإمام الخميني المرشد العام للمذهب الذي جعل منه أتباعه الإمام الروحي للشيعة الذي تشكل طاعته جزءا من طاعة اللـه، حتى وإن كان يرتكب من الفواحش ما لا تحلله جميع الديانات السماوية والوثنية، والتي تتجاوز خطورتها ما يوجد عليه الإجماع في رفضه في هذه الديانات.
إن ما قاد له حسين الموسوي في شأن هذه الفضائح في المذهب الإثنا عشرية، الذي يشكل مذهب إيران الديني، يمثل سابقة في الفكر الشيعي المتمرد على المرجعيات في الحوزات الشيعية لم يعهده المحسوبون على الشيعة من قبل، وتتجلى قوة هذه الخطورة في عرض الكبائر التي لا يمكن أن يقبل بها العقل الإنساني، فبالأحرى العقل الديني المتوازن الذي يحتكم إلى المبادئ الإسلامية المتعارف عليها عبر تاريخ المسلمين، حتى في أحلك محطاته، فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الإفتاء بالفواحش مع الأطفال والغلمان من الذكور التي تشكل ممارساتها سلوكات مضادة لطبيعة المجتمع الإنساني، يضاف إلى ذلك، السلوكات الاقتصادية النفعية التي تحلل وتشرعن النهب لجيوب الأتباع والأنصار باسم الدين، ولصالح هذه المرجعيات الدنيا على اختلاف مواقعها في الحوزات الدينية، والذي يذكرنا بالأتوات التي كان رجال الكنيسة الكاثوليكية يفرضونها على المؤمنين قيل على النهضة الأوروبية.

ماذا يقصد حسين الموسوي إذن، من عنوان”كتاب للـه ثم للتاريخ” هل يريد أن يطرح الواقع الحقيقي للشيعة في إطار الحملة الغربية التي يحاول تشويه المذهب الشيعي ..؟ أم أنها محاولة منه للكشف عن مساوئ هذا النظام الذي تلقى ثقافته ووقف على نقائصه ومساوئه شخصيا طيلة أكثر من 20 سنة ..؟ ولماذا صدور هذا الكتاب في هذه الفترة التي أصبح فيها شيعة إيران في وجه العاصفة الغربية، التي تحاول فرملة المشروع الإيراني النووي ..؟ ولماذا الحديث عن الشيعة في هذه الفترة من الأزمة المذهبية في عالمنا الإسلامي ..؟ وفي ماذا سيستفيد المسلم من انحراف الشيعة الأخلاقي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي ..؟ وأين نضع مثل هذه الكتب في إطار هبوب رياح التغيير التي يعيشها الشرق الأوسط ..؟
كثيرة هي الأسئلة، التي يمكن طرحها حول هذا الموضوع، لكن ما الجدوى بالنسبة إلينا كعرب ومسلمين في هذا الظرف الدقيق من تاريخنا الحديث، ونحن نواجه هذا الاختلاف الخطير في الخطاب الديني الإسلامي في كل مذاهبه المتصارعة اليوم ..؟ فإن لم تكن الأهداف الهيمنية الغربية في طليعته المبررات، فإن نقاش الأزمة المجتمعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ستكون هي المحرك لهذا العنف الوحشي الذي أصبحت عليه المنطقة، خصوصا بعد اتضاح عجز الأنظمة الحاكمة والنخب في المنطقة على وضع مشاريع التحول والتحديث والتنمية التي تتلاءم مع خطورة أوضاعها التي لم تعد قابلة لاستمرار سياسات التجميل والترميم والإصلاح.
وفي هذا ما يحرضنا كجريدة مستقلة تمثل جزءا من الرأي العام الوطني في المنطقة إلى القول بأنه لم تعد أمام شعوبنا خيارات متعددة لاحتواء ما يوجد عليه من تردي وتفكك وتخلف وعنف وصراعات، كالتي تعيشها دولنا على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، الذي يراد له أن يكون على ما هو عليه ضد تظلمات شعوبه المشروعة في الحرية والديمقراطية التنمية والتقدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق