جماعات و جهات

الأنظار تتجه لمدينة وزان لاحتضانها المنتدى الدولي الرابع للمدن العتيقة

وزان /عبد اللطيف داود

أشار السيد محمد السفياني، رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، إلى أن الشبكة آخذت على عاتقها، ومنذ تأسيسها سنة 2011، إشراك جميع مكونات المجتمع المدني ومؤسسات وطنية عامة وخاصة، من أجل تحقيق الأهداف النبيلة، المتمثلة في توحيد الجهود من طرف الجماعات العضوة في الشبكة، والعمل بانسجام تام، غايته تثمين الموارد المالية واللوجستيكية والبشرية، للمحافظ وحماية التراث المادي واللامادي .
وعن حصيلة الدورات السابقة للمنتدى، وخاصة الدورة الثالثة التي أقيمت بمدينة طنجة، قال رئيس الشبكة متفائلا، إن جميع توصيات الدورات السابقة تم تفعيلها على أرض الواقع، إلى درجة أن كل أعضاء الشبكة راضون عن نتائج وعمل المنظمة، ومتفائلون بغد أحسن، بفضل تفاني كل الأعضاء في عملهم، ضمن فريق واحد منسجم ومتكامل، رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية، غايتهم تحقيق تنمية شاملة، وتحسين ظروف عيش الساكنة، المقبلة على الانخراط القوي في مشروع الجهوية الموسعة .
وأكد رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون، باعتباره رئيسا للشبكة، خلال ندوة صحفية، احتضنتها مدينة وزان على هامش المنتدى الدولي الرابع للمدن العتيقة المزمع تنظيمه ايام 6 – 7 و8 ماي الجاري، على أن اختيار وزان لتنظيم الملتقى، هو تحد كبي، بحكم أن المدينة لا تتوفر على البنيات التحتية المناسبة والضرورية، وتعاني من نقص واضح في المنشات السياحية والفندقية، إلا أن أعضاء الشبكة سيدعمون زملاءهم في مدينة وزان، بعزيمة فريدة لإنجاح الملتقى، بعدما تجاوب سكان المدينة مع الحدث وفتحت أسر وزانية معروفة بالجود والكرم منازلها في وجه ضيوف المنتدى للإقامة والمبيت .
وامتازت الشبكة، المكونة من رؤساء ومسؤولي الجماعات الترابية بحركتها الذؤوبة وعملها المتواصل، لتحقيق التنمية المحلية المستدامة، وتنمية المنتوج السياحي واستغلاله اقتصاديا واجتماعيا في الوسطين القروي والحضري، علاوة على إنجاز الشبكة لمشاريع تنموية، تستهدف مختلف الفئات العمرية والأوضاع الاجتماعية والمجالية، في إطار استراتيجية واضحة، أساسها المقاربة التشاركية، وأركانها التضامن والتعاضد والتعاون والتكامل ما بين المدن، وقطاعات حكومية وهيأت منتخبة ومؤسسات عمومية وخاصة، وشركاء من دول أخرى صديقة وشقيقة.
واعتبر رئيس الشبكة الدورة الرابعة، دورة الانفتاح بامتياز على كل الجماعات الترابية الأخرى بشمال المغرب، باعتبارها وحدة مجالية تنموية متكاملة ومندمجة، وهي مناسبة كذلك لتقديم لوحة التحكم والقيادة، وخارطة الطريق للمشاريع المستقبلية للشبكة، من أجل بلورة استراتيجية التنمية المحلية المندمجة للجماعات، وفرصة فريدة لتبادل التجارب مع البلدان المتوسطية والعربية، وتقاسم الخبرات من أجل تحسين صورة التراث الروحي والطبيعي، والجعل منه إرثا إنسانيا، والاهتمام بالعنصر البشري، الأداة الأساسية لتحقيق التنمية المحلية الشاملة، وتوطيد النموذج المغربي، فيما يتعلق بتدبير الشأن الديني، وتحصين المواطن والمجتمع من نزوعات التطرف والانغلاق والجهل .
ومن جانبه، أشار رئيس الجماعة الحضرية لوزان، إلى أن المدينة المعروفة بطابعها القروي، كانت إلى وقت قريب بدون وظيفة اقتصادية، هي مدينة عبور وليست مدينة للاستقرار، بحكم ضعف إن لم نقل انعدام البنيات التحتية والمنشئات الفنية والرياضية والاجتماعية، رغم المجهودات الجبارة التي بذلناها وسنبذلها مستقبلا، كمجلس جماعة وزان، للنهوض بأوضاع المدينة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا .. في ظل إكراهات عديدة ومتنوعة، المتمثلة في ضعف ميزانية التسيير والتجهيز، وجسامة المشاريع المتوخاة، من بينها مشروع تأهيل المدينة، وخاصة المدينة العتيقة، ومشروع المخطط التنموي الشامل لإنجاز المنشات الرياضية والفنية والاجتماعية
وأكد رئيس جماعة وزان، على أن المدينة لعبت دورا هاما في تاريخ المغرب، باعتبارها مدينة العلم والعلماء، ومركزا وطنيا بنفحة دينية، وقطبا ومقرا للعديد من الزوايا باختلاف طرقها وطقوسها، شعارها التسامح والتعايش
وذكر الرئيس الحاضرون، أنه منذ أن حظيت بزيارة ملكية ميمونة سنة 2011، عرفت المدينة قفزة وطفرة نوعية نحو التقدم والازدهار، شملت كافة المجالات، لكنها تبقى محدودة، ونراهن على هذا الملتقى لإبراز مؤهلات مدينة، اشتهرت بزراعة الزيتون، ونتوق إلى تسويق منتجاتها الفلاحية والسياحية، وجذب السياح، واستقطاب مشاريع اقتصادية وإنتاجية، لخلق مناصب شغل لشباب وشابات المنطقة .
وسطرت الشبكة أهداف الملتقى الرابع، باعتباره حدثا تنمويا وتراثيا بامتياز، في تقديم آخر مستجدات عالم التنمية المجالية المستدامة للمدن العتيقة، وتراثها الروحي والطبيعي، ونشر مفهوم تعايش الحضارات وتسامح الديانات، والعمل على إدماج المجتمع المدني في مسلسل التنمية الشاملة، وإشراكه في خلق وبرمجة وتتبع المشاريع
وتضم الشبكة 9 مدن بشمال المغرب، مدن تاريخية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، تراثا وحضارة، هي مدينة طنجة، تطوان، شفشاون، العرائش، أصيلة، قصر المجاز، واد لو، القصر الكبير، ومدينة وزان، توجد كلها ضمن التراب النفوذي لجهة طنجة تطوان، والمطلة على ضفة البحر الأبيض المتوسط، فيما تتميز أشغال الملتقى بالعديد من الفقرات، ينشطها الإعلامي رشيد شو، ويلطف أجواءها صوت شجي للموسيقار نعمان لحلو، ويدير المحاضرات والندوات والأوراش خبراء وأساتذة ومسؤولون، لهم باع طويل في التجربة، وزاد وفير في العلم والمعرفة، من تونس، موريطانيا، فلسطين، لبنان، النيجر، مدعشقر، ساحل العاج، مالي، كينيا، زيمبابوي، الكامرون، إسبانيا، إيطاليا، البرتغال
ويناقش المؤتمرون مواضيع هامة وآنية، من بينها، موضوع المنتجات المحلية والسياحة القروية والبيئية، وموضوع التراث والسياحة الروحية ودورها في التنمية المحلية، وموضوع دور المجتمع المدني في التنمية ودعم حوار الحضارات، ثم تكريم شخصيات وطنية ودولية، أسدت خدمات جليلة وأبلت البلاء الحسن لوطنها وللإنسانية جمعاء، وتوقيع اتفاقيات وشراكات، وختاما صياغة توصيات الملتقى والتقرير العام ونداء وزان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق