متفرقات

” برهان غليون ” ومحاولة تجميل ممارسة المعارضة الانتهازية ضد وطنها سوريا

BOURHANE

لا نعرف حتى الآن، الوجهة التي يستطيع من خلالها المثقف الثوري إيجاد المبررات الكفيلة بتبرير انزلاقاته وأخطائه، كما يفعل برهان غليون، الذي جعل من “مجلة الوحدة العربية” ساحة مواجهة مع النظام الرسمي العربي في الثمانينات والتسعينات، وهو لم يتحدث في الندوات عن الإكراهات والتحديات التي تواجه الدولة العربية الحديثة ..؟ وهل لا يزال بإمكانه هندسة الملاءمة الفكرية والسياسية التي تساعد في الدفاع عن مهزلة انخراطه في الثورة المدفوعة الأجر من الدول الخليجية، التي تختلف مع النظام السوري الذي يقود محور الممانعة ضد إسرائيل وحلفائها في الغرب الأوربي والأمريكي الشمالي ..؟

لا شك أن برهان غليون، المثقف أو الحقوقي العربي يعرف خطورة المغامرة برصيده النضالي في المؤامرة التي حيكت ضد وطنه سوريا وغيرها من الدول العربية، فيما عرف بالربيع العربي الذي اتضحت أهدافه ومشروع الفتنة والتدمير التي توجهه من خلال ما تعيشه الدول العربية التي لم تتحرر من تداعياته حتى الآن .. ومن المؤكد، أن مفكرنا يعرف أين يمكن أن يصنف ذاته المفكرة في هذا الزمن العربي الأغبر .. ولن نزايد عليه في القول أنه أجرم في حق وطنه سوريا، وفي حق المبادئ والقيم الإنسانية والديمقراطية والتقدمية التي كان يدافع عنها من قبل انخراطه في تنفيذ المشروع الهيمني الغربي الجديد في المنطقة.

نحن في المستقلة بريس، وفي نقابتها المستقلة للصحافيين المغاربة، نشاطرك الرأي أن النخب التي حكمت بعد الاستقلال في الدول العربية انحرفت وحولت مشروع مدنية ودمقرطة الدولة إلى مجرد سراب، وتحكمت في بلدانها بأنظمة استبدادية لم تسمح للشعوب العربية في ظل قمعها وطبقيتها بالتطور الديمقراطي والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، لكنك يامثقفنا الديمقراطي والليبرالي والعلماني والحداثي لم تساهم بما يجعل هذه الشعوب تغير بوصلة توجهها نحو ما تؤمن به في مشروع الديمقراطية والتقدم الذي كنت تقوده، وانخرطت تحت مفعول الإغراءات المادية التي وضعتها دول الخليج وحلفاؤها في الغرب لتسهيل وجودك على رأس الائتلاف الذي عارضت به نظام دولتك من أجل القضاء على وحدة ومؤسسات سوريا، بعد أن رفضت النضال الديمقراطي السلمي داخلها وانخرطت مع الحركات والمنظمات التي لا تؤمن بأفكارك العلمانية والديمقراطية والحداثية.

لن نفتي في الحكم الذي تستحقه على بشاعة عمالتك لأعداء وطنك .. فالشعب السوري وحده الذي يمتلك هذا الحق، وتأكد أننا كعرب نلعن اليوم الذي تعرفنا فيه على أفكارك الثورية، وثق أن محاولتك تبرير أخطائك في الندوات التي تحاضر فيها لن يعفيك من تحمل مسؤولية الجريمة التي ارتكبتها في حق وطنك، وفي حق كل من كانوا يحرصون على متابعة اجتهاداتك الفكرية والسياسية والأيدلوجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق