أحزاب و نقاباتألبوم النقابة و أنشطتها

صبرا أهل النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة إن موعدكم النصر

1055

شهادة كتبها أحد الصحافيين المهاجرين المتعاطفين مع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة المتتبع لمسيرتها من خارج المملكة، كان قد نشرها بتاريخ 02 مارس 2012، عبر أحد المواقع الإلكترونية

*كتب: عبد الواحد دولايم 

منذ ما يزيد عن ستة عشر عاما، وقبل أن أغادر المغرب في اتجاه الديار الأمريكية في مرحلة إتمام الدراسة، وذات مساء من أمسيات شهر يناير الممطرة الباردة من سنة 1999، كتب لي أن أحضر حدثا متميزا، أقيم بأحد الفنادق الفخمة بوسط مدينة الدار البيضاء الكبرى، على هامش انعقاد المؤتمر التأسيسي لنقابة اختار لها مؤسسوها اسم ” النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة “، وقد كان حضور الحفل يزيد عن 600 شخص، مثلوا جميع مكونات المجتمع المدني المغربي، كما شارك أيضا في ذات الحفل بعض ممثلي السفارات الأجنبية المعتمدة بالمغرب، وللتاريخ لازلت أذكر المداخلة الطويلة والقيمة التي قدمها أحد الصحافيين الذي عهد له بتسيير جلسات المؤتمر، الشيء الذي دفع أحد الأجانب الذي كان يجلس بجواري إلى أن ينوه بفكرة تأسيس نقابة مستقلة للصحافيين المغاربة، وقد قال حينها بالحرف: “إن مستقبل الصحافة في جميع بلدان العالم في الاستقلالية” ومضت الأيام وتوالت السنين، وبقيت على العهد مع النقابة التي شهدتُ ولادتها، رغم أني لا علاقة لي بمؤسسيها، نعم بقيت على موعد مع تتبع -من بعيد- أخبار هذه النقابة العظيمة التي أبهرني تلاحم أعضائها، وصبرهم على الإكراهات والضغوطات، لأنها كانت تمر بمراحل صعبة إن لم أقل متشعبة متواصلة، وهذا ليس بغريب، فإن مقاومة الفساد والهيمنة والقبح والتسلط، كل هذا يتطلب من المقاوم أن يدفع ضريبة موقفه طائعا راضيا، كما دفعها الأولون، وهذا قدر الشرفاء الذين لا زالوا محافظين على اسم النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الذين فعلا تأتى لهم أن يحرزوا تقدما كبيرا مستمرا، رغم أن السماء لم تشأ أن توفر لهم ظروفا مواتية، وهو بإمكانها ! ولكن أراد القدر أن يجرب إيمان أعضاء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ويختبر قدراتهم على تحمل الصعاب في درب مهنة المتاعب، وهكذا، فقد واجهتهم حواجز يصعب تخطيها بسهولة، وعراقيل من الصعب وجود حلول لها، وقد سار مؤسسو النقابة بخطى ثابتة بغية الوصول إلى الهدف الذي رسموه نصب أعينهم، وهذه في حقيقة الأمر شيم هي في مجملها لا تتأتى إلا لأناس في عقولهم متسع للفهم والإدراك والاستيعاب، بحيث أنهم جوبهوا بمن في قلوبهم مرض، وخصوصا، بعض الذين شاركوا في التأسيس، بل الذين تم انتخابهم من طرف الصحافيين للإشراف على الأمانة العامة للنقابة، والذين هم فقط من طينة الباحثين عن الغنائم واقتسام الكعكعة، وحتى يحقق أعضاء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة الشرفاء أهدافهم التي وقفوا عليها تأسيسهم للنقابة، والمتجلية أساسا في لم شمل حملة الأقلام، والذود عن حقوقهم، وفرض احترام أخلاقيات المهنة، وإيصال صوت الصحافيين إلى الجهات المسؤولة، وأشياء أخرى من هذا القبيل، فقد سارعوا في ترتيب البيت الداخلي للنقابة، مما جعلهم -ودائما حسب البلاغات التي أصدرتها النقابة والتي كنت أتتبعها في بلاد المهجر- التشطيب وطرد كل العناصر الغير مرغوب فيها، لأسباب يعرفها الجميع، منها على سبيل المثال لا الحصر، اللهث وراء المصالح الذاتية، اتخاذ النقابة جسرا للوصول إلى مآرب شخصية، عدم الامتثال لمقتضيات القانون الأساسي وهكذا دواليك، وبهذا يكون شرفاء النقابة قد أبلوا البلاء الحسن، ولم يبالوا بما كان يصنع لهم من طرف بعض الصحافيين المغمورين، أو أقول بعض أشباه الصحافيين الوصوليين للنيل من عزيمتهم، ولعل ما بقي لهم من كل ذلك هو سلامة تصرفهم طيلة المدة التي عمروا فيها بالساحة الصحفية الوطنية، وكذا تناولهم لمواضيع ساخنة، والتي بدون أدنى شك هي السبب في تقليب المواجع عليهم.

كل هذا، كنت له متابع باعتزاز كبير وأنا في ديار الغربة، عبر شبكة الإنترنت، أول بأول، وأقف عند كل المنجزات التي يقوم بها أهل النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعم المنجزات الخارقة والأعمال الجليلة التي لم تقم بها أي منظمة نقابية من قبل، والتاريخ الذي لاتجف أقلامه ولاتغلق سجلاته شاهد على ذلك.

وإن ما أثار شهيتي للكتابة في هذا الموضوع اليوم، هو إعلان النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة خلال هذه الأيام عن فرب احتغالها بالذكرى 17 لتأسيسها، في هذه اللحظة، تملكتني الكثير من المشاعر التي جعلتني أعيد قراءة رسالة النقابة إبان مؤتمرها التأسيسي، وقد بعث ذلك في نفسي بأن الأفاضل الذين كانوا السبب في إخراج هذا المولود إلى الوجود أواخر القرن الماضي بفضل اجتهادهم، والذين لم ييأسوا من يوم النصر والتتويج لازالوا على عهدهم، إذن، دعوني أتساءل في ختام هذه المساهمة، التي عبرت من خلالها عن رأيي الشخصي، أليس من حق أناس أسسوا جهازا من أجل الدفاع عن حرية الصحافة، الذي في نفس الوقت هو دفاع عن الوطن، أناس أرادوا أن ينظموا المجال الصحفي ببلادنا، ويحموا المهنة من أولائك المتطفلين الذين يسيؤون لحرية الرأي والتعبير، أناس حملوا على عاتقهم إيقاف كل شيء بوسعه إفساد الواقع الصحفي، ومحاربة الأقلام التي تبث إساءاتها واستغلالها لمناخ الحرية وشرف المهنة للابتزاز وتحريف الوقائع، أليس من حق هؤلاء أن يعاملوا معاملة تليق بمستوى مجهوداتهم الجسيمة، ويكافؤوا على تضحياتهم بشيء من الاهتمام يرد الاعتبار لهم؟ أو ليس من الإنصاف أن نقول، أن حكومة السيد عبد الإله بن كيران، يجدر بها أن تتقدم باسمها ونيابة عن كل الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن الحكومي في المغرب ابتداء من سنة 1999 إلى يومنا هذا باعتذار واضح من شأنه أن يرد الاعتبار للنقابة ولأعضائها الذين عاشوا أياما، بل سنوات عصيبة، ويحق فيهم قول الله تعالى : ( ومن المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا)، إذن، فاصبروا يا أهل النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، فالنصر قادم إن شاء الله.

*كاتب صحفي مهاجر
متعاطف مع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق