نافذة على الثقافة و الفن

ما هذا “الخماج الفني” في رمضان 2016 يامبدعينا المحترمين ..؟

تلفزة

ما كان لنا في جريدة المستقلة بريس، أي مبرر لاستعمال هذا العنوان لمناقشة هذا الغسيل الفني الآسن، الذي قدم للمشاهدين خلال شهر رمضان المبارك، لولا ما تضمنته الأعمال الدرامية والكوميدية من إشارات صريحة على تدني الحس الإبداعي المسؤول لدى الأطراف التي مولت وجسدت وقدمت هذه الأعمال المجسدة بالفعل”للخماج الفني” بامتياز ودون خوف من التعاليق والانتقادات التي ستوجه لهذه “الخردة” من المتلاشيات التي تفتقر إلى أبسط الجزئيات التي تجعل منها منتوجا قابلا للمتابعة والمشاهدة.

جيد جدا، أن تحمل الأعمال عناوين جديدة، لكن المضامين التي تعرضها أقرب إلى ثقافة مواسير الصرف الصحي، بالرغم مما صرف عليها من المال العام من قبل الأطراف المعنية بإنتاجها وتقديمها للمغاربة، وبالشروط والمعايير المشجعة التي لم يألفها المشاركون فيها من قبل، حينما كان يبرر الضعف والضحك على الذقون بوجود القيود الإدارية والمالية والسياسية .. فهل لا يزال مقبولا استعمال الأسطوانات النقدية المشروخة لتبرئة أصحاب هذا “الخماج الفني” الذي يصنفونه إنتاجا إبداعيا جديدا ..؟ وهل الأسماء المشاركة في هذه الأعمال لا يزال بإمكانها تبرير فشلها في ترجمة هذا العطاء الفني الذي يتعارض حتى ومساحة الحرية المتاحة الآن، أو الدعم الذي يقدم بالمقارنة مع ما كان سائدا من قبل ..؟

باللـه عليكم يا مبدعينا لهذا “الخماج الفني”، هل لايزال في الإمكان تبرير محدودية ودونية هذه الأعمال للجمهور المغربي الذي كان يتطلع إلى أن يكون المنتوج الفني مغايرا ومتقدما عن “خردة” الماضي القريب ..؟ أم أنكم ستعودون إلى الاحتماء بمن يرد هشاشة وهزالة عطائكم إلى المبررات المعلومة التي كنتم تخلطون فيها ما هو فني بما هو سياسي وقانوني، وفي الوقت الذي تقع عليكم مسؤولية الرفع من مستوى الأفلام والستيكومات والمسلسلات بما يتناسب وحاجات المغاربة إلى ما يساعدهم على الترفيه والتثقيف في أدنى درجاته والتي تتلاءم مع وعيهم وخصوصياتهم الثقافية والاجتماعية.

ليست المهزلة والصدمة تقف عند أعمال قليلة، فكل ما قدم في رمضان 2016، يتميز بما قلناه من ملاحظات نقدية، وهذا ما يحرضنا على التساؤل عن وظيفة اللجن التي رخصت هذه الأعمال وأجازتها للعرض، سيما تلك التي تبحث في النصوص والإخراج والأداء ..؟ أم أن هذه الجهات المختصة لم يكن بإمكانها أن تقدم أكثر من هذا “الخماج الفني” النتن في مجموعة ..؟ وبالتالي، لا حاجة إلى تعميق الرؤيا والتحليل فيما لا يمكنه أن يقبل ويحول إلى إجراءات لوقف تقديم هذه “الخردة” الفنية التي لم تحترم الجمهور الذي قدمت له.

إن المسؤولين على إنتاج هذه الأعمال وعلى اختلاف مواقعهم يعرفون حجم الدعارة والخسارة المرتكبة في حق المواطنين المغاربة هذه السنة، التي لم يراع فيها حتى وقار وحرمة الشهر المبارك، فبالأحرى حرمة حقوق المغاربة في استهلاك الأعمال التي تستحق المشاهدة والمتابعة حتى نهاية حلقاتها، ناهيك عن افتقارها للحس الإبداعي في كل جوانب صياغتها الفكرية والفنية والجمالية التي تجذب إليها المشاهد والمتتبع العادي، فبالأحرى المهتم والمختص والمثقف.

لكل ذلك، نقول في المستقلة بريس، وبدون تردد أو مجاملة لأي أحد، أن كل المسؤولين المعنيين بتقديم هذا “الخماج الفني” يجب أن يخرجوا عن الصمت لتبرئة ذممهم من نشر هذا الغسيل الفني النتن، والعمل على تدارك ذلك في المستقبل إن كانت هناك غيرة وحماية وحرص على حقوق المغاربة الذين يمولون هذا الإنتاج من ضرائبهم المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق