أخبارمجتمع

اليوسفية الحفرة العميقة..!

youssoufiya

يوسف الإدريسي

ما إن تشرع السماء في إمطارنا بغيث الرحمة حتى أجدني في غاية الإحراج أمام زملائي في العمل، خاصة الأفاقيين منهم الذين لا يرحمون ضعفي وحب انتمائي لمدينتي، حيث يوجهون سهامهم النقدية والاستفزازية إلى درجة أن أحدهم وصفها بحلب الشام نظرا لقناطرها المغلقة في وجه الراجلين وأصحاب السيارات وكأنها حديثة عهد بفاجعة تسونامي الشهيرة. آخر .. كان توصيفه أقل حدة حين أشفق لحال مدينة أضحت شبيهة بغزة في الحصار إلى الحد الذي يتطلب المرور بقناطرها المهترئة مساعدة رجال الشرطة وأعوان المطافئ في منظر شبيه بمعبر سبتة المحتلة. أقول بهذا الكلام متحسرا ومتذمرا، لأنه من حقنا أن نمتلك بنية تحتية ملائمة و فضاء إيكولوجيا منسجما و حياة اجتماعية منظمة و إطارا كفيلا بتحقيق العيش الكريم، إضافة إلى إشعاع اجتماعي و ثقافي لساكنتنا، بدل توهيم الناس بفرج تنموي لا يوجد إلا في أذهان تجار الانتخابات الصدئة، ولا يتحقق إلا في ملفات الصفقات المدرة للربح المادي لعينة معينة من مصاصي الدماء. فحينما انحدر الفعل النضالي التدافعي، ترك المجال إلى ذوي الاختصاص في امتصاص دماء المستضعفين.

وحين يغيب مدبرو الشأن المحلي، من حقنا أن نجترئ على أعتاب المدينة لنطرح مشاكل مستقبلها بوسائل حاضرها .

وحين تغيب المسؤولية والإرادة ترتخي القبضة، وتتصاعد دائرة العجز وتنطفئ هيبة السلطة الإجرائية وتنتشر العشوائية والفوضى الزمانية والمكانية .

السؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذا الوضع هو: إلى متى ستظل مدينة اليوسفية سوقا تكون فيها الكلمة الأعلى لتجار الانتخابات وسماسرتها .. نأمل أن تتطهر اليوسفية سريعا من النخاسة و الغشاشين، ويحلّ محلهم ذوو المبادئ والقيم القويمة والحكماء الذين يحبون الخير والعدالة والكرامة مثلما يجبونها لأنفسهم دون أجندات دنيئة ونيات مدمرة .

لن يوصد باب مدينتنا.

لن نقف مكتوفي الأيدي نردد ونبتلع الكلمات.

لن نغلق بابا للأمل، أو نفتح سرداب الأحزان، رغم عثرات الأيام.

لن نرحل عنك مدينتنا.

لن نوصد بابا للأحلام وإن وصفها زملائي بالحفرة العميقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق