أخبارجماعات و جهات

تاونات : جماعة غفساي تعيش الحداد

ghafsai

كانت الحصة المسائية ليومه الخميس 20 أكتوبر 2016، هي آخر حصة دراسية يحضرها الطفل و الطفلة المدن، البالغان من العمر ثماني سنوات، و ثلاثة عشرة سنة، على التوالي، و اللذان كانا يتابعان دراستهما بمدرسة المسيرة العريقة بجماعة غفساي.

مساء اليوم، و بمجرد ما دق الجرس و تفرق أقران الطفل سليمان المدن، الثاني ابتدائي، و أخته وئام المدن، السادسة ابتدائي، في اتجاه مقرات سكنى أسرهم، متلهفين للارتماء في أحضان مستقبليهم، آباءً و أمهات، بعد يوم تحصيلي ابتدأ مع شروق شمس هذا اليوم، كان القدر، الممزوج بكثير من التفريط و سوء التدبير، ينتظر التلميذة وئام و أخيها سليمان على أطراف نهر وادي أولاي الذي يعبر الجهة الجنوبية لغفساي في اتجاه جماعة أورتزاغ.

مصادر من عين المكان، و التي تابعت الوقائع الدرامية للحدث، قالت بأن الطفلين عندما وصلا منزل الأسرة الذي يبعد عن المدرسة بحوالي أربع كيلومترات، لم يجدا أحدا بالبيت، فاضطرا للترجل في اتجاه أمهما بعدما علما أنها، و بسبب ضيق ذات اليد، و حرصا على تأمين حاجيات الأسرة من خشب الطهي، كانت بصدد جمع الحطب على الضفة الأخرى من الوادي.

لكن، و بسبب الانتشار العشوائي للحفر الناجمة عن الاستغلال الفوضوي، و الغير المقنن لا بقانون و لا بأخلاق في سرير الوادي، وبالنظر للتساقطات التي شهدها إقليم تاونات بحر الأسبوع الماضي، فإن الطفل سليمان كان أول من حاول تخطي إحدى الحفر المملوءة بالماء، اعتقاداً منه أنها لن تكون على درجة كبيرة من العمق الذي اتضح بعد مفارقته للحياة في قعرها أنها كانت عليه.

أمام صدمة المشهد حاولت الطفلة وئام المسارعة بإنقاذ أخٍ و رفيقٍ ما كانت، ربما، لتتحمل مشهد رؤية جثته وهي تُستخرج أمام أعينها من بركة ماء بدت لهما سطحيةً و هادئةً، و هو الأخ و الرفيق الذي شاركها عثرات الطريق و ثقل المحفظة و شاركها الحلم بغفساي أكثر تطورا و عدلا و تنظيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق