أخبارمنبر حر

عصابات العلاقات الدولية ..!

       عبد الصمد لفضالي

LAFDALI

لماذا تساند الدول المتحكمة في العلاقات الدولية و المهيمنة على الاقتصاد العالمي الأنظمة الديكتاتورية، خصوصا منها أنظمة الدول الغنية، باستثناء كوريا الشمالية ..؟.

إن القوى العظمى بما فيها الدول الأوروبية ذات المرجعيات الديمقراطية بقدر ما تكرس الديمقراطية و حقوق الإنسان داخل بلدانها بقدر ما تشكل – خارج حدودها – عصابة فيما بينها بقوانين “عرفية “، تتحكم غصبا في مصير و مستقبل الشعوب المغلوبة على أمرها بوسائل قهرية ( القوة العسكرية و صناديق النقد الدولية )٬ فهذه العصابة الدولية تساند أنظمة ديكتاتورية باعتبارها أسواق خلفية لتصريف خردتها العسكرية و بيع صادراتها وحماية حلفائها٬ مقابل حمايتها لهذه الأنظمة الديكتاتورية ضد شعوبها و ضد جيرانها ” الخارجين” عن بيت الطاعة الدولية، كما فعلت هذه القوى الدولية بمعظم الدول الخليجية، إثر ترهيبها بصدام حسين الذي جعلوه يبتلع طعم ” غزو الكويت ” للقضاء عليه ثم تدمير بلاده بنفقة خليجية.

لكن الأمر يختلف كليا مع نظام كوريا الشمالية كنظام ديكتاتوري محض مهووس بالتقدم التكنولوجي و العسكري على حساب الحريات الفردية لشعبه، حيث تسعى جل الدول العظمى – باستثناء الصين و روسيا لاعتبارات مصلحية و استراتيجية – إلى التضييق على النظام الكوري الشمالي، بهدف القضاء عليه أو على الأقل تكسيره و تدجينه٬ من أجل عرقلته عن خلق تحالفات مع دول القوى الصاعدة تكون في مستوى الوقوف ضد ” فيتو ” الدول الخمس مما يهدد مصالح القوى العظمى اقتصاديا و استراتيجيا.

الديكتاتورية الكورية تستعبد شعبها و تجعل منه آلة عسكرية قوية بهدف اقتسام الكعكة مع القوى الانتهازية٬ و الديكتاتوريات الأخرى تستعبد شعوبها من أجل إرضاء من يحمون أنظمتها أما القوى العظمى، فإنها تناور من أجل إرضاء مجتمعاتها التي فوضتها – عبر صناديق الاقتراع – تدبير شأنها العام على حساب الشعوب التي أرغمت – بضم الهمزة – على التصويت في كل ما يتعلق بشأنها العام ب 99،99 بالمائة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق