أخبارمجتمع

مهرجانات اليوسفية .. مساحيق خادعة ..!

EAU

يوسف الإدريسي

ليس بالضرورة أن يقول بهذا الكلام كاتب أو إعلامي حتى يوصف بعد ذلك بالسوداوية واستهداف الإشعاع الثقافي للمدينة وأشياء أخرى. لكن إذا قال به من يتربع على رأس السلطة المحلية بالإقليم، وتحديدا عامل الإقليم الجديد أثناء زيارته لتظاهرة ثقافية؛ “حتى تصاوب البلاد عاد نبداو التبوريدا والمهرجانات ..” بما معناه؛ لا يستقيم وضع مساحيق الزينة على وجه مليء بالمخاط الأنفي .. فالأمر وقتئذ لا يحتمل التأويل .. مثل هذه المهرجانات تبدو أمام واقع الإقليم الاجتماعي والبنيوي مجرد تضييع للوقت والمال والجهد، وتهريب للنقاش العام حول الاختلالات التسييرية والتدبيرية التي طفت مؤخرا على السطح، أهمها تجميد مشروع اتفاقية شراكة ثلاثية لإنجاز 136 كيلومتر من الشبكة الطرقية بالإقليم، باعتماد مالي يقدر ب 114 مليون درهم، كانت وزارة النقل والتجهيز التزمت فيه سنة 2014 بنسبة 65% والمجلس الإقليمي ب15% والمجلس الجهوي السابق ب20% من نسبة تنزيل المشروع .. هذا، بالإضافة إلى مشاريع سمعنا بها كثيرا ولم نرها قط، جعلت سكان المداشر يحجون فرادى وجماعات بأبنائهم ودوابهم إلى مقر عمالة الإقليم، فارين من شبح العطش الذي يهدد أهاليهم.

اليوسفيون في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مشاريع حقيقية وليست وهمية، إلى برامج لرفع العزلة وتهيئة البنية التحتية الملائمة حتى لا يدركنا مرة أخرى واد كشكاط مخلفا كعادته خسائر مادية وبشرية .. نحن في حاجة إلى سياسة واضحة في تشغيل أبناء الإقليم وإدماجهم في مخطط تنمية منطقتهم عبر سياسة ترشيد النفقات واستثمار الثروات .. اليوسفيون يحتاجون إلى قرارات شجاعة وإرادة مشحوذة، وإلى إجراء ميداني يقطع مع سنوات البؤس السياسي والمجتمعي الذي أنّ تحت وطأته الكثير من بؤساء هذا الإقليم .. يجب أن نعترف أن اليوسفيين سئموا كثيرا من انتظار الزمن المستقطع بدل الضائع، كما حدث مع العامل الراحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق