عزيز المكاوي
ارتباطا بمشروعنا في تحقيق ملفنا المطلبي، و في مقدمته مجانية النقل العمومي، مطلبنا العادل و المشروع الذي تم الزحف عليه من طرف الشركة المشؤومة (city bus)، و في ظل سياسة الآذان الصماء التي ينتهجها مسؤولو المدينة متجاهلين بذلك معركتنا البطولية السائرة في طريق التصعيد خطوة بعد خطوة .. معركة لا طالما شكلت صورتها آيات من النضال و الصمود لمناضلينا الشرفاء.
فبعد المحطة النضالية المتمثلة في الوقفة الاحتجاجية بساحة فلورانسا، المرفوقة بمسيرة سلمية، جابت كلا من شارع الحسن الثاني و شارع علال بن عبد الله، توِّجت في الأخير بمقاطعة جزئية لعدة حافلات بشارع مصر، و التي تعتبر كشاكلة ضغط على هذه الشركة المشؤومة و الجهات المعنية من مسؤولي المدينة، كما قررت اللجنة التنظيمية للتنسيقية الإقدام على عمل نضالي نوعي متجسد في وقفة احتجاجية أمام جماعة فاس، يوم الخميس 07 شتنبر الجاري، و كان هذا الأخير متميزا جدّاً بحضور وازن و مكثف للمناضلين الذين أبوا إلّا أن يفرضوا بصمود منقطع النظير حواراً مع السيد إدريس الأزمي ، بعد محاولات متكررة لهذا الأخير من أجل الفرار من مقر الجماعة .. ولكن للأسف، و رغم أنه كان حواراً ماراطونيا، تبين لنا و بالملموس أن مسؤولي المدينة الذين حضروا هذا الحوار رسموا نفس صورة الحوار الفارط بشاكلة أخرى، فلا حوارات بالجدية و لا حلول مُرضية، و إنما هي إلّا محاولات فاشلة من أجل امتصاص غضب الجماهير الذي تشتعل شرارته يوما بعد يوم بتماطلهم و تجاهلهم و إنكارهم لمشروعية و عدالة ملفنا المطلبي.
و في الأخير، فإننا كمناضلين و مناضلات التنسيقية عازمون لا محال على تحقيق النصر الأكيد، ذلك و إن كلفنا الأمر أسمى و أغلى التضحيات، لأن إيماننا بالقضية و الموقف فوق كل اعتبار، و كما عبّرنا في خطابات جماهرية بذات العمل النضالي، أن طريق النضال لن يتوقف إلا بشرط تحقيق مطالبنا، و أن القادم سيكون أكثر تصعيداً، فليتحملوا المسؤولية فيما ستؤول إليه الأوضاع.
