نظرا لأهمية الملف ذو العيار الثقيل الذي تم تفجيره مؤخرا، والذي ظل مسكوتا عنه لعدة سنوات، المتعلق بالجمعية الخيرية الإسلامية دار الأطفال بمدينة صفرو، وما عرفته من إهمال واستهتار بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية من لدن المكتب الإداري المسير القديم / الجديد، وحجم الاختلالات التدبيرية والتسييرية التي تعرفها هذه المؤسسة، التي عملت أجيال من المحسنين عبر سنين طويلة على تحويلها لمنشأة مستقلة ماليا وإداريا عن الدولة، الشيء الذي يجعلها تتوفر على ممتلكات عديدة ومداخل قارة .. ورغم ذلك، فما يلاحظ هو أن هذه الأخيرة تعيش أوضاعا كارثية، متمثلة في غياب أي إصلاحات، بحيث أضحت جدرانها تعرف تصدعات خطيرة من شأنها أن تحولها إلى بناية وشيكة على السقوط، إضافة إلى غياب تام للنظافة.
وضع الدار، لم يترك للنزلاء في الآونة الأخيرة خيارا عن تنظيم أنفسهم كحركة اجتماعية للتنديد بالأوضاع الكارثية التي تعرفها المؤسسة، وكذا المطالبة بحقوق بسيطة ومشروعة، في مقدمتها الحق في التغذية الصحية والمتوازنة، والحق في الترفيه والأنشطة الرياضية والثقافية والتخييم.
في هذا السياق، فإن السيد لحسن أبرحوس، الذي تقلد مؤخرا مهمة الكاتب العام للدار، والذي لم يقبل التدبير العشوائي والتسيير بالطريقة المنهجية القديمة للمكتب الإداري، ومن باب إبراء الذمة، وباعتباره عضوا جديدا منتخبا بالمكتب المسير، سارع إلى توجيه طلب يوم 20 ابريل 2018، إلى السيد عامل الإقليم، من أجل إيفاد لجنة إدارية لافتحاص مالية المؤسسة، والوقوف على الاختلالات التي تعرفها، إضافة إلى اطلب لعناية بالنزلاء الذين يعدون الرأسمال البشري.
من جهة أخرى ناشد السيد ابرحوس جميع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والتربويين، وضع اليد في اليد، وتضافر الجهود، والعمل المشترك، للرفع من خدمات الدار لتقوم بوظيفتها الإنسانية على الوجه الأكمل .. وبالتالي، حماية المرفق من المتلاعبين والمتآمرين، والحفاظ على مصالح نزلاء هذه المؤسسة الاجتماعية الحيوية لما لها من أدوار و وظائف تربوية وتكوينية وتأطيرية لفئات عريضة من الأطفال والشباب، الذين يعيشون الفقر والحرمان والتهميش والإقصاء الاجتماعي .
