أحزاب و نقاباتأخبار

الموعظة “البنكيرانية” السياسية بطعم ديني مستفز ..!

501

يحاول بن كيران هذه الأيام التحول 380 درجة في المحافظة على حضوره السياسي الذي انتهى بإعفائه، عبر الموعظة التي يقدمها بواسطة ما يمتلكه من البهارات الدينية، في الوقت الذي لم يعد فيه مجال للضحك على ذقون المغاربة واستبلادهم بالجديد من نكثه السياسية “الباسلة والحامضة”، التي انتهى رواجها وتسويقها الزمني برحيله عبر “البلوكاج” الذي واجهه مؤخرا.

بكل تأكيد، من حق بن كيران الاستمرار في ممارسته السياسية كـأي مواطن مغربي في الخوض في النقاش المجتمعي السياسي العام أو المرتبط بأداء الأطراف المعنية بالنشاط السياسي الحزبي أو النقابي أو المدني، إلا أن المثير في تدويناته يكمن في محاولته اليائسة لتجاوز تقاعده السياسي الذي دشنه بالخروج من الحكومة بعد إعفائه عقب “البلوكاج” الذي مارسته مكونات تحالف الحكومة، التي يقودها حزبه بقيادة الدكتور سعد الدين العثماني.

ما يمكن أن يقال عن هذه الموعظة السياسية التي يقدمها بن كيران لخصومه قبل أنصاره ومناضلي حزبه، هي أنه يجب أن يعترف بنهاية مشواره السياسي بعد حصوله على تقاعده، وأن يوظف نشاطه إذا كان لا مفر منه لمساعدة مناضلي الحزب على حسن الأداء في عملهم الحكومي والبرلماني والحزبي، وفي المنظمات الموازية، بدل الاستمرار في طرح هذه المفرقعات التي قد تفجر آخر ما بقي من مصداقيته.

إن بن كيران يعلم أكثر من غيره بأن السياسة فن الدفاع عن المصالح والمكاسب، فإن لم تكن له مصالح شخصية في استمرار ممارسته للعمل السياسي من وراء الكواليس، فإنه مدعو للاستفادة من تقاعده في ممارسة النقد والمراجعة لكل مراحل نشاطه السياسي، سواء الذي كان في مرحلة المعارضة أو في مرحلة قيادة الحكومة، وغير ذلك سيكون استمراره عبث سلوكي لا طائل من ورائه، وسيشكل عبئا خطيرا على واقع حزبه وأدائه في جميع المجالات.

لن نكون في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أكثر دفاعا عن حزب بن كيران، إذا لم يتوقف على هذا الهذيان والخروج الدعائي الذي يمارسه اليوم في السياسة التي يدعي أنه مازال قويا فيها، مع أن بذور الشيخوخة قد بدأت تظهر عليه عقب الصدمات الأخيرة .. لذلك، ننصحه بالتراجع قبل أن يتحول إلى ما لا يقبله من خصومه داخل الحزب وخارجه، وأن يؤمن بالصيرورة وعدم الخلود التي تتحكم في حياة جميع الكائنات بما فيها السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق