أخبارملفات و قضايا

الحكومة الجديدة والقرارات الأولى التي أغضبت المغاربة ..!

ما كان علينا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن ننخرط في جبهة رفض التدابير الأولية التي لجأت إليها حكومة أخنوش، التي كنا نراهن على أن تقدم ما ينبغي ترجمته في المائة يوم الأولى من نشأتها، لو لا هذا التزايد في الاحتقان ضدها، الذي تحكمت فيه القرارات في قطاعات التعليم والصحة والعـدل ورئاسة الحكومة .. خصوصا، أن ما عبرت عنه أحزابها الثلاثة في الحملة الانتخابية يحمل في طياته توجهات جـد إيجابية، لو كانت فعلا ستكون في إطار التدبير الديمقراطي الليبرالي الجديد، وليس بالنموذج المتوحش والغير ملائم للواقع السائد الآن .. لذلك، فإن الاستنكار الشعبي ضدها يمنحنا الحـق في الاعتراض على ما أقدمت عليه هذه الحكومة اليوم

نحن في الأمانة العامة، للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نختلف مع أخنوش في حسن النوايا لتحقيق التغيير الذي تطالب به الجماهير بعد عشرية البيجيدي، التي لم تقدم جديدا في كل نتائجها وحصيلتها، إلا أن النوايا وحدها لا يمكن أن تسمح بالاطمئنان على مستقبل أداء الحكومة الجديدة، في رفع التحدي ومواجهة الإكراهات المطروحة بالتدابير المقبولة من المواطنين، الذين ينتظرون تحولا حقيقيا في الخطاب الحكومي الاستهلاكي، الذي لم تتغير صياغته الحالمة عبر كل الحكومات المتعاقبة، رغم اختلاف مرجعياتها وتوجهاتها الإيديولوجية والانتخابية .. وإن كنا نلمس محاولات الابتكار والاجتهاد في الحلول والمقاربات التي تسوق لها هذه الحكومة الجديدة، فإن ذلك لم يصاحبه نقاش مجتمعي للتقريب والتواصل لترسيخ علاقات التعاون والثقة بين الحكومة وعموم المواطنين

فوزير التربية، إذا كان يريد تحسين مسار المدرس وزيادة إنتاجيته في العملية التعليمية، التي لم تقدم ما يسمح للتلاميذ من رفع مستوى التعلمات والمعارف التي يتلقونها في التعليم الأساسي، بما في ذلك النشاط العلمي والمبادئ الأولية في علوم الرياضيات وعلوم الأرض والحياة، والفزياء والكيمياء التي تؤهلهم للدراسات في التعليم الثانوي والعالي، فإن المنظومة التعليمية بكاملها في حاجة إلى المراجعة والتقييم المستمر لتحسين أداء المدرس، الذي يجب أن يكون موجها للتلاميذ لتحقيق الجدوى من العملية التعليمية برمتها .. فلا تعليم جيد بدون حصول الدينامية الجدلية في علاقة المدرس والتلاميذ مع المادة الدراسية، التي يراد إعادة بنائها وصياغتها خلال مراحل العملية التعليمية، التي يجب أن يتحقق فيها الاجتهاد والابتكار من قبل طرفيها الأساسين المدرس والتلاميذ

من جهة أخرى يشكل ما قاله عزيز أخنوش عن إعادة التربية لمن يتجاهلها من المغاربة، قذفا غير مسؤول لمن يعرف أن المغاربة يعرفون ما يجب أن تكون عليه تصرفاتهم الفردية والجماعية، ويدركون طبيعة العقل الجمعي الأخلاقي والروحي، الذي يتعاملون به فيما بينهم ومع غيرهم داخل الأسرة وخارجها، ويجتهدون دائما في الرفع من مستوى تأهيلهم التربوي والسلوكي .. لذلك، فإن ما عبر عنه أخنوش يدخل في الآراء المستفزة الفاقدة للشرعية في التعبير عنها اتجاه التعبيرات الفردية الشاذة، التي لايمكن القياس عليها لإصدار الأحكام ضد المجتمع .. وبالتالي، يجب على صاحب جملة إعادة التربية الاعتذار للمغاربة، حتى يظل بالمكانة المحترمة التي يريد المغاربة أن تكون عليه علاقاتهم معه في جميع المجالات

بالنسبة لوزير العـدل، الذي خرجت استفزازاته عن اللغة المعتادة، فلا حاجة إلى التعليق عليها وهو يعرف كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، ردود المغاربة حينما يكون التعامل الحكومي سيئا وخارج قاموس اللغة والأخلاق، وعليه أن يدرك أن المغاربة أكبر من هذه الخرجات المستفزة، التي توضح جهله بالمكانة التي يتحدث من خلالها مع المغاربة، الذين يرفضون لغة الاستعلاء والاستبلاد التي لا تليق به كمسؤول حكومي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق