أخبارجماعات و جهات

مجلس اليوسفية وشيوخ الكراسي الجاذبة ..!

كتب ذ. يوسف الإدريسي

سيكون من الصعب جدا إقناع ساكنة اليوسفية بأن الأمور ستتغير بمدينتهم، ما لم تتغير بعض الوجوه السياسية التي لازالت تصر على تصدّر المشهد التسييري، بالرغم من تقدم السن وتراجع حالاتهم الصحية، بل سيكون من المستحيل أن نعيد الثقة في السياسة والسياسيين مادام أن هؤلاء الشيوخ اتخذوا من صفة (منتخب جماعي) حرفة أزلية يستمدون منها الوجاهة والريع والترضيات

 فكيف إذن، سيتوجه المواطنون مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، وأحوالهم تسوء شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة، في وقت تتحسن أوضاع وأحوال هؤلاء الشيوخ الجاثمين على كراسٍ جاذبة.

في اليوسفية يعرفهم الجميع، على امتداد أكثر من ثلاثين سنة، بأسمائهم وصفاتهم ومسؤولياتهم الزائفة .. كل ولاية انتخابية يغيرون أحزابهم بالضبط كما يغيرون ملابسهم الداخلية .. لامبادئ لهم ولا قيم ولا أخلاق سياسية

 كل ما يهمهم هو التواجد الدائم ضمن الأغلبية المسيرة، ومن ثمة الاستحواذ على فتات الغنائم وتوظيف أقربائهم وقضاء مآرب أخرى

 شخصيا أعرف كائنا سياسيا منهم، قد يتحالف مع الشيطان ومع عفاريت الإنس والجن، فقط من أجل مصلحته الشخصية، أو شيء من هذا القبيل

في الدول التي تحترم نفسها، يذهب السياسيون بمجرد وصولهم سنا متقدما وانتهاء جيلهم السياسي، إلى الإنتاج الفكري عبر تأليف الكتب والنظريات والمذكرات بما يتيح للسياسيين الجدد الاستفادة منها وتطعيم خبراتهم في المجال .. وفي أندر الحالات، نجدهم رفقة زوجاتهم يجوبون العالم .. مستفيدين مما أضاعوه من فترات الترويح النفسي إبان مرحلة الصولات السياسية والمعارك الميدانية

لكن في المغرب، وتحديدا في مدينة اليوسفية، الأمر يختلف تماما، فلا أحد من هؤلاء الشيوخ يتصور إحالته على التقاعد السياسي، أو حتى يتخيل نفسه في نهاية مرحلة تستوجب منه النظر إلى ما وراء المرحلة ذاتها، فقط وحده القبر من يخلّص المواطنين من هؤلاء الشيوخ المرضى بالسياسة وهوى المنصب .. وهذا في اعتقادي عقدة نفسية يجب أن يتخلص منها هؤلاء قبل لقاء اللـه رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق