أخبارجماعات و جهات

سيدتي الرئيسة .. لسنا أعداءً للوطن..!

كتب ذ. يوسف الإدريسي

اختارت رئيسة جماعة اليوسفية افتتاح جلسة دورة أكتوبر العادية باتهامات هي أغرب من الخيال نفسه، حين نعتت عددا من النشطاء الإعلاميين المحليين بأعداء الوطن، فقط لأنهم سجلوا موقفهم بوضوح تجاه زيارة الرئيسة بشكل طارئ إلى القارة الإفريقية، وانتقدوا فكرة ترك عدد من الملفات والقضايا والمشاريع البنيوية الشائكة داخل تراب المدينة، وأيضا تداعيات العجز المالي الحاصل في ميزانية 2021 ومعها أيضا ميزانية 2022، والتغاضي عن حالة الانقسام الحاصل في أغلبية المجلس والذي يهدد المستقبل التنموي للمدينة، ويقضي على رهانات الساكنة .. ومن حقهم ذلك مادام هناك غياب ندوات تواصلية مع المواطنين، والتلكؤ في تحيين البوابة الإلكترونية، التي لازالت تنشر صورا لرؤساء ونواب سابقين، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر

أقول لك سيدتي الرئيسة بكل وضوح ومسؤولية؛ للأسف قد سلكت المسار الخطأ وأصبحت تصرين على صناعة الأعداء لك وللوطن وهنا مكمن الخطر، وأن عزفك على نغمات ناشزة ويائسة لن يثير في ساكنة اليوسفية سوى مشاعر الشفقة عليك، وأنت تلوحين بخطابك البائس في اتجاه التشكيك في ثوابت الدولة التي لا يناقشها أحد،  ولا يمكن أن يتصورها عقل مغربي ترعرع فوق تراب هذا البلد، أن تقوم دولة وأن يكون لها كيان، دون ثوابت تستند إليها وبدون مقومات تاريخية وثقافية وسياسية تقوم عليها، حتى وإن كان الاختلاف قائما في الاختيارات السياسية، وهذا أمر  مطلوب في دولة تنشد تعزيز الآليات الديمقراطية داخل بنياتها السياسية

حرِيّ بك أيتها الرئيسة، أن تعلمي جيدا أننا، وإن كنا اختلفنا واقترحنا وأنشدنا العدل والحرية والإصلاح لمدينتنا ولوطننا .. فذلك باعثه حبنا للمدينة وللوطن أيضا، انطلاقا من ثوابته التاريخية .. ولن نسمح لك ولغيرك بأن ينفث سموم التفرقة والتشرذم في وطن نعزه ونحترمه ونجله

سيدتي الرئيسة .. اعلمي جيدا، أننا أبناء بررة لهذا الوطن، ولا يمكننا إلا أن نصطف وراء التوجهات والشراكات الاقتصادية  الكبرى لوطننا، وأن ملك البلاد حين دعا إلى تطوير التعاون جنوب-جنوب، فإنه دعا قبل ذلك إلى تعزيز التنمية المحلية باعتبارها رافعة للمجالات الحيوية على المستوى الوطني وضامنة لقدر من التوازن بين مختلف الجهاتلهذا السبب، أدعوك إلى عدم اللعب مرة أخرى فوق حبل التشكيك في وطنية الفاعلين الإعلاميين، الذين اختاروا ممارسة حقهم الدستوري في حرية النقد وحرية التعبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق