تعتبر التعددية النقابية ركيزة أساسية في بناء مشهد صحفي وإعلامي ديمقراطي وحيوي يعكس تنوع الآراء والتوجهات المهنية

في هذا السياق، تبرز ضرورة الاعتراف بالمشهد النقابي المتعدد والفاعل في قطاع الإعلام، وعدم حصر التمثيل النقابي في أطر حزبية محدودة أو في أيد محظوظة مقربة، لضمان تمثيلية عادلة وشاملة تخدم المصلحة العامة وتعزز قيم المشاركة والمسؤولية المهنية.

من هذا المنطلق، نتساءل في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة: هل يعلم السيد الوزير الوصي على قطاع التواصل جيدا بأن المشهد الصحفي والإعلامي يضم عدة منظمات نقابية مؤطرة وفاعلة تسهم بقوة في العمل الاقتراحي والنضالي والتنظيمي ..؟

إذن، نحيط السيد الوزير علما، أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تلتزم بالمرجعية القانونية في تعاطيها مع تدبير المجال الصحفي والإعلامي، ولا تطالب سوى بتقويم وتفعيل التعامل معها وفقا لقوانين الدولة، والمسؤوليات التي يتحملها مناضلوها في الفروع والجهات بكافة مناطق المملكة، إلى جانب بقية المهنيين، -حتى من يختلفون معنا في توجهاتهم ونضالاتهم-

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نؤكد على أهمية الحوار والتعاون بين مختلف الفاعلين في المجال الإعلامي لتحقيق بيئة إعلامية صحية ومستقلة، ونطالب بتعزيز التعددية النقابية في قطاع الإعلام لضمان تمثيلية عادلة وشاملة

وعلى النقيض من ذلك، نستنكر المنهجية التي تقتل الديمقراطية في أبسط عناصرها الحيوية .. فالتشدد في المواقف وتجاهل دعوات الآخرين لمناقشة قضايا المجال الإعلامي لا يساعدان على ترسيخ قيم الحوار الديمقراطي المنتج والمتحضر

ونذكركم السيد الوزير بأن العناد والإصرار عليه لا يجعل ميزان القوى في صالح من يصم آذانه دائما، لا سيما وأن موقعكم يقتضي الإنصات والتجاوب والتعاون، عوض المراهنة على العناد والتشدد والتجاهل، التي لم تقدم جديدا حتى الآن .. وبصريح العبارة، الإصرار على عدم الاستجابة لمطالب النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة لا يقنع مناضليها ولا عموم المهنيين

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ندعو إلى تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الفاعلين في المجال الإعلامي، ونؤكد على أهمية التعددية النقابية في بناء مشهد إعلامي ديمقراطي وحيوي

في الختام، لا غنى للمشهد الإعلامي المغربي عن تعزيز التعددية النقابية التي تمثل تنوع المهنيين وتوجهاتهم، وتكرس قيم الديمقراطية والمساواة في الممارسة الإعلامية، لأن الحوار البناء والتعاون المفتوح بين جميع الأطراف يشكلان الضمانة الأساسية لبناء إعلام مستقل وحر يعكس بحق صوت المواطن ويخدم المصلحة العامة .. ومن هنا، تبقى النقابات المستقلة والفاعلة حجر الزاوية في تحقيق هذه الرؤية، مستمرة بلا كلل في نضالها من أجل صحافة تستجيب لتطلعات الوطن والمجتمع