متفرقات

من أجل نقاش برلماني متحضر ومسؤول

مهما قيل عن الغزوة الكلامية البرلمانية التي انتصب فيها رئيس الحكومة ضد المعارضة في محاولة أخرى لإثبات شرعية مداخلاته وردوده المستفزة لمحاوريه وخصومه التي ضاعفت من متاعبه، سواء في البرلمان أو خارجه، وبالرغم من الإشاعات حول جوابه لرئيسة فريق الأصالة والمعاصرة، الذي تناقله الرأي العام الوطني في أكثر من صيغة لا تليق في مجموعها برئيس حكومة يفترض فيه بالتزام الهدوء والحلم وسعة الصدر في مداخلاته وردوده.
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نحمل المسؤولية لرئيس الحكومة، ونعتبر سقطاته التي تم تأويلها في الشارع في غير سياقها تفرض عليه دائما حسن انتقاء مفردات جمله، ولن تفوتنا مناسبة الغزوة، التي حاول رئيس الحكومة أن يهزم بها المعارضة بأن نطرح إشكالية المناقشة البرلمانية، وما يجب أن تكون عليه من طرفيها كأغلبية حكومية من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، حيث لم تعرف هذه المناقشة البرلمانية في هذه التجربة الحكومية ما يؤكد تطورها على جميع المستويات، ورهان الأغلبية والمعارضة على المواجهة التي تفتقر إلى أبسط شروطها، كما هو متعارف عليه في الدول التي سبقتنا إلى ذلك، ناهيك عن عدم استفادتها من تراث البرلمان المغربي الذي لا يزال المغاربة يتذكرون فيه النقاش الحاد والمتحضر بين الأغلبية والمعارضة الاتحادية، الذي كان المغاربة يحرصون على متابعته بانتظام، فماذا حدث لبرلماننا الآن .. ؟ ولماذا لم تتمكن الأحزاب التي تعاقبت على مسؤوليتي الأغلبية والمعارضة في الارتقاء بالحوار البرلماني في الغرفتين ..؟ وهل المواطن المغربي لا يزال غير مؤهل لمتابعة أغلبية ومعارضة تحترماه وتمارسا مهامهما وفق الثقة التي منحتها لهما الانتخابات البرلمانية ..؟، نتمنى صادقين أن تجد هذه الملاحظات منا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من يعمل بها في طرفي المعادلة في برلماننا في غرفتيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق