للمستقلة رأي

المغاربة ليسوا رعاعا وغوغاء ودهماء حينما يدافعون عن هويتهم الثقافية

 

 

 

راية  المغرب

 

 

 

 

لتسمح لنا يا محمد مسعاد، صاحب “رسالة برلين”، التي عنونتها ب. “أن نكون أو لا نكون ” أن نخاطبك بهذا العنوان حتى تستوعب حقيقة الشتم المباشر للمغاربة، الذين وصفتهم بالرعاع والغوغاء والدهماء، والكلام موصول كذلك لجريدة الأحداث المغربية، التي نشرت رسالتك، التي تعكس هوية من يعتقد أنه صاحب الصولة والصولجان والفارس المغوار، وعلام سربة التبوريدة .. ومن موقع جريدة المستقلة بريس، الناطقة باسم النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نقول لك، هكذا تكون الغيرة الوطنية والوعي بحرية الإبداع اتجاه الفيلم الذي منعته وزارة الاتصال، وهذا ما يستحقه المغاربة منك في هذه الرسالة وبالمفردات القدحية التي لا تليق بهم .. فلست وحدك من فئة الساخرين والمتحاملين على مجتمعهم .. حتى وزير الاتصال، ليس ناطقا رسميا للرعاع والغوغاء والدهماء، كما صنفته تعسفا، وبالمناسبة، نحن ضد قرار المنع، ونعتبره تطاول على حق دستوري، والمطالبة بتجاوزه في انتظار عرض الفيلم على ذوي الاختصاص الفني والإبداعي والنقدي، واتضاح كل عناصر القضية المركزية التي يتناولها، بدل التركيز على المشاهد المسربة مؤخرا عقب عرض الفيلم في مهرجان كان.

طبعا، لن نكون إطلاقا مع أصحاب موقف المنع تبعا للمبررات الأخلاقية الشكلية التي يدافع عنها هؤلاء كالادعاء بأن الفيلم إهانة للمرأة وخدش كرامتها وخصوصياتها، وضربا لحقوقها الإنسانية الكونية، وتكريسا لدونيتها في المجتمع، كما عبر عن ذلك صاحب قرار المنع، بينما ظاهرة الدعارة أصبحت في المغرب مندمجة ومقبولة في إطار كونها نشاط اقتصادي خدماتي يمارس في الساحة الجنسية والعمل الجنسي المراقب من قبل الحكومات.

وهذا يجعلنا نساءل صاحب الفيلم، عن إذا ما كان يفكر في البحث عن شرعنة الدعارة، تبعا للتطورات التي عرفها الغرب ..؟ أو أنه يطرح القضية لإثارة الانتباه إلى مخاطر السكوت عنها ..؟

نحن لا نختلف معك في أن قرار المنع هو الحلقة الأضعف في تعاطي المسؤولين مع هذا العمل الفني الإبداعي، والذي يكشف الروح المتسلطة والدكتاتورية ضد الحرية والآخر، خصوصا حينما يلونه صاحبه ويلبسه ثوب الشعب والجماهير والمجتمع ليبرر به رفضه وقناعته المستفزة والمستبدة ضد الإبداع عموما، وهو تصور تحكمي مرضي بامتياز، وحكاية “بالفور ياشيفور”، لا مكان لها في سياق هذا العمل الذي وقع فيه مخرجه في شباك الخطيئة الكبرى، فإن الرد عليه بقرار يخدم من لا يؤمنون بالحرية والفن والعلم العقل، فهذا يصنفك من الرعاع والغوغاء والدهماء الذي عرفتهم في رسالتك، والمعنيون بالقرار هم أهل مكة من المثقفين والنقاد والفنانين، الذين كان عليهم التعبير عن الموقف من فيلم “الزين اللي فيك ” قبل إقدام السيد وزير الاتصال على قرار المنع حتى لا يتهم بأنه ناطقا رسميا باسم الرعاع والغوغاء والدهماء.

إن الأخطر في الضجة المثارة حول الفيلم، هو المحاسبة القبلية والجاهلية الجديدة التي تعامل بها أصحاب الموقف الرافض، الذين يريدون أن يقولوا بوضوح: أننا حماة المجتمع والقيمون على قيمه وتراثه وهويته الروحية والثقافية والحضارية .. وأننا سنقطع الطريق على الفن والفكر الذي يتعارض مع الإديولوجيا التي نؤمن بها، وأننا سنعدم دعاة الحرية الإباحية في الساحات العامة غدا ضد الإبداع والحرية على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق