ملفات و قضايا

ضحايا الإقصاء والهشاشة هي تخصصك يا وزيرتنا في التنمية الاجتماعية

WAZIRA HAKKAOUI

عوض أن تعترف وزيرة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بفشل سياستها في احتواء تداعيات الإقصاء والهشاشة، انخرطت في مناقشة المهرجانات الفنية والثقافية، مما يعكس التقصير في تعاطي الوزيرة مع قضايا تخصصها الحكومي، وغياب المنظور الكفيل برفع إنتاجية سياستها العمومية في المجال الاجتماعي، التي كان عليها أن تفرض على الرأي العام محصلة تدخلاتها لمعالجة المشاكل التي واجهتها، وطبيعة الإكراهات التي تكابدها في معالجتها، سواء التي تتعلق بالطفولة أو الأمومة أو الإصلاح وإعادة التربية والتسول والدعارة وتعاطي المخدرات وغيرها من الظواهر الاجتماعية، فماذا سيستفيد المجتمع المغربي من تصريحاتها حول المهرجانات الفنية والثقافية، التي لا علاقة لها بمجال اشتغالها ..؟ وهل ستمكن انتقاداتها وتعليقاتها من رفع إنتاجية سياستها العمومية من المجال الاجتماعي ..؟

لن ننوب عن الوزيرة المحترمة في الإجابة عن هذه الأسئلة، فالمعنية بالأمر مناضلة في حزب سياسي وبرلمانية وناشطة حقوقية ومثقفة ومن الفصيل النسائي الأكثر حضورا وتأثيرا الوسط الحزبي النسائي، ولولا ذلك، ما وقع اختيارها حزبيا في هذا المنصب الذي شغلته مناضلة يسارية من قبل، وعلى بينة من الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الوطني، ومن دون شك تملك الوعي الذي يؤهلها للترافع في المجال الذي تديره في التحالف الحكومي الحالي، وحتى لا نتهمها بما ليس من اختصاصها ونركز الحوار معها حول اختصاصها الحكومي، فماذا قدمت الوزيرة المحترمة إلى الآن حتى يكون لديها ما يبررها للخوض في القضايا التي لا تهمها حكومبا ..؟

تعلم السيدة الوزيرة جيدا، أن ما تشرف عليه في واقعنا الاجتماعي يقتضي امتلاكها لتشخيص موضوعي ولرؤيا علاجية للإشكاليات المطروحة في هذا الواقع الاجتماعي الذي يتطلب مشاركة باقي الوزارات ذات الصلة، وتصورا شاملا للبدائل التي يمكن أن تقلص مساحة الإقصاء والهشاشة التي يعاني منها مسحوقو الوطن في الوسطين الحضري والقروي، والتي تحتاج إلى تكتل الجميع للنهوض بالواقع الذي يعيشون فيه في أفق تقليص نسب البؤس والفقر والبطالة، التي يعانون منها والتي تقف وراء أوضاع الإقصاء والهشاشة التي تواجههم على امتداد تعاقب الحكومات بما فيها الحكومة الحالية، ولا شك أن السيدة الوزيرة المتحزبة تشتغل على البرنامج الانتخابي الذي استحق به حزبها الأغلبية النسبية، التي أهلته لقيادة الحكومة .. فكم هي النقط في برنامج حزبها ذات الطابع الاجتماعي التي تمكنت من إنجازها ..؟ وكم هي الجوانب الأخرى التي لم تسعفها الشروط التي تعمل فيها من الوصول إلى إنجازها ..؟ وماذا اقترحت حتى الآن مع باقي الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين والمدنيين لاحتواء المشاكل المطروحة في المجال المسؤولة عنه ..؟

قد لا تتمكن من الإحاطة بموضوع العنوان السؤال الذي طرحناه، ولكن السيدة الوزيرة بما لها من مؤهلات تستطيع أن تنور الرأي العام الوطني حولها، ومن المؤكد أن سعة صدرها للرأي الآخر وإيمانها العميق بالرأي المختلف معها سيساعد على اتضاح الكثير من الجوانب التي لا زالت مجهولة أمام الرأي العام، وفي تقديرنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الأهم بالنسبة للوزيرة ولضحايا الإقصاء والهشاشة هوتجاوز مبررات هذا القهر الاجتماعي الطبقي الذي يعانون منه، وإيجاد الحلول للمشاكل التي يمكن التغلب عليها بالوسائل المتاحة أمامها في الوزارة التي تدير شأنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق