للمستقلة رأي

لا يا عصيد من حق بن كيران أن يفرح بانتصاره الديمقراطي

ASSID 1

عوض أن يشرح ويحلل أحمد عصيد جوانب هذا الموقع الذي وجد فيه بن كيران فوق الدستور، ونحن في “المستقلة بريس” في المشهد السياسي والحزبي الوطني لا نرى أي استعلاء لرئيس الحكومة على الدستور، فلحد الآن كل سلوكاته وقراراته لم تخرج عن نصوص الدستور، اللهم إذا اعتبرت ياعصيد تصريحات بن كيران لأنصاره وخرجاته الإعلامية معبرة عن مواقف فوق الدستور .. لهذا نسائلك عن هذه المبالغات النقدية اتجاه رئيس الحكومة ..؟ والخلفيات التي توجه مواقفك العدائية اتجاهه ..؟

إننا في جريدة المستقلة بريس، لا نرى في حدود ما نلمسه من بن كيران ما يؤكد على صحة انتقاداتك للرجل الذي يملك الحق الدستوري في أن يعبر عن وجهات نظره، كما يراها مع أنصاره وأعضاء حزبه، وإن لم ترقك فلك أيضا الحق في مخالفته فيها تبعا لحقك الدستوري، إلا إذا كنت تريد أن تبحث في ماهية المواضيع والقضايا التي يشتغل بها رئيس الحكومة، وفي هذا الإطار، هل لك أن تشرح لنا نحن المغفلين وللرأي العام عن منظورك للدولة العميقة التي يتحدث عنها رئيس الحكومة، وعن دوائر التحكم والمحيط الملكي كما وصفته أنت ..؟.

إنك يا أخ عصيد، تبالغ في رؤياك السوداوية اتجاه رئيس الحكومة الذي لا نختلف معك في سوء تدبيره لعدة ملفات من صميم عمله الحكومي، والتي تقتضي منه إشراك بقية مكونات المجتمع في الحوار حولها دون عقدة الشعور بالقوة التي إذا ما أصيب بها فمن المؤكد أنها ستكون من العوامل المؤثرة في انفراده بالرأي والقرار وسرعة الانفعال اتجاه ردود الآخرين عليه، ناهيك أنه يفتقر إلى من يرشده ويوجهه كما كان يفعل المرحوم عبد اللـه باها وزير الدولة السابق، الذي يتحدث عن خصاله الحميدة أعداء بن كيران قبل بطانته وأصدقائه، ونظن أن الوقت لم يعد يسمح له بالاستمرار في مثل هذه المواقف الانفعالية اتجاه معارضيه والمختلفين معه.

ليس هناك ما يمنع رئيس الحكومة من تصحيح أخطائه والتوجه نحو الأصلح والأفضل في لغة التواصل مع الرأي العام الوطني، ومع جميع الأصوات التي تنتقده وتعارض قراراته وخرجاته الإعلامية، فكل الأبواب مفتوحة أمامه لإشراك الخصوم قبل الأصدقاء في جميع القضايا ومناقشتها ومعالجتها، واتخاذ القرارات التي تناسبها، لكن في نفس الوقت نحترم موقع الرجل والصلاحيات المخولة له في دستور الوطن، ونحصر حوارنا ونقاشنا الصحفي معه في المجالات التي تخصنا والتي نعتقد أن لنا الحق في الاختلاف معه في تناولها ومتابعتها.

لن نذهب بعيدا في الإشكاليات التي تطرحها اتجاه رئيس الحكومة التي قد تكون على صواب في عرضها وتحليلها، لكننا نعترض على عدم احترام الوقار الذي يتمتع به رئيس الحكومة في الهرم المؤسساتي في المغرب، وفي هذا الإطار، نطالبك بعدم تعويم رؤياك النقدية حول ما لا يجب الاقتراب منه في انتقاداتك للرجل في موقع المسؤولية التي يجب أن يحاسب عليها، كما تقرر ذلك في دستور المملكة، الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة، وفي مجال المسؤولية العامة لا يختلف معك أي مواطن، حيث لا يتمتع رئيس الحكومة بالعلو في منصبه الحكومي عن غيره من المغاربة بما جاء في الدستور الذي يلزم الجميع بما تضمنته أبوابه وفصوله ومواده، حيث يقتضي من رئيس الحكومة عدم تجاهل حدود اختصاصاته، وأن يتجنب الخروج عنها بهذه التصريحات والخرجات المستفزة، كما عبر عنها على امتداد عمر ولاية حكومته، انطلاقا من أن الوطن طوى هذه الصفحة وانخرط فعليا في ترسيخ ما يساعده على انتزاع احترام المجتمع الدولي والجهوي والإقليمي في تطور أداء مؤسساته الدستورية وفي دمقرطة وظائفها والارتقاء بحياة المواطنين على غرار ما تعيشه أرقى الدول في جميع المجالات.

ختاما لهذه الدردشة معك يا أخ عصيد، نقول من موقعنا في جريدة المستقلة بريس أنه لا خلاف على مناقشة أخطاء جميع الفاعلين العموميين ومطالبتهم بتكريس ما يسمح لهم بانتزاع احترام المواطنين، تبعا لما هو منصوص عليه في دستور الوطن، إن كنا جميعا حريصين على العمل على تطوير مشهدنا السياسي ووظائف مؤسساتنا الدستورية نحو ما وصلت إليه الدول التي حققت التقدم في الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق